RAMADAN

Monday, December 7, 2015

من عيون الشعر في فضل الحديث النبوي

قال أبو بكر الحميدي القرطبي1
نور الحديث مبِين فادنُ واقتبسِ 
واحد الركاب له نحو الرضا الندسِ 
واطلبه بالصين فهو العلم إن رفعت 
أعلامه برباها يا ابن أندلسِ 
فلا تضع في سوى تقييد شارده 
عمراً يفوتك بين اللحظ والنفسِ 
وخل سمعك عن بلوى أخي جدل 
شغل اللبيب بها ضرب من الهوسِ 
ما إن سمت بأبي بكر ولا عمر 
ولا أتت عن أبي هرٍّ ولا أنسِ 
إلا هوًى وخصومات ملفقة 
ليست برطب إذا عدت ولا يبسِ 
فلا يغرك من أربابها هذر 
أجدى وجدك منها نغمة الجرسِ 
أعرهمُ أذناً صَمَّا إذا نطقوا 
وكن إذا سألوا تعزى إلى خرسِ 
ما العلم إلا كتاب الله أو أثر 
يجلو بنور هداه كل ملتبسِ 
نور لمقتبس خير لملتمس 
حِمى لمحترس نعم لمبتئسِ 
فاعكف ببابهما على طِلابهما 
تمحو العمى بهما عن كل ملتمسِ 
ورد بقلبك عذبًا من حياضهما 
تغسل بماء الهدى ما فيه من دنسِ 
واقفُ النبي وأتباع النبي وكن 
من هديهم أبداً تدنو إلى قبسِ 
والزم مجالسهم واحفظ مجالسهم 
واندب مدارسهم بالأربع الدرسِ 
واسلك طريقهم واتبع فريقهمُ 
تكن رفيقهمُ في حضرة القدسِ 
تلك السعادة إن تلمم بساحتها 
فحط رحلك قد عوفيت من تعسِ 

وقال محمد بن علي الصوري2
قل لمن عاند الحديث وأضحى 
عائبًا أهله ومن يدعيهِ 
أبعلمٍ تقول هذا أبن لي 
أم بجهل فالجهل خلق السفيهِ 
أيعاب الذين هم حفظوا 
الدين من الترهات والتمويهِ 
وإلى قولهم وما قد رووه 
راجعٌ كل عالم وفقيهِ 

قال أبو الحسن علي بن عبد السلام الأرمنازي3
ألا إن خير الناس بعد محمد 
وأصحابه والتابعين بإحسانِ 
أناس أراد الله إحياء دينه 
بحفظ الذي يروى عن الأول الثاني 
أقاموا حدود الشرع شرع محمد 
بما وضحوه من دليل وبرهانِ 
وساروا مسير الشمس في جمع علمه 
فأوطانهم أضحت لهم غير أوطانِ 
إذا عالم عالي الحديث تسامعوا 
به جاءهُ القاصي من القوم والداني. 


[1] إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (1/5) للقسطلاني.
[2] شرف أصحاب الحديث (ص: 77) للخطيب، وانظر: البداية والنهاية (12/61)، وسير أعلام النبلاء (17/631).
[3] العلو والنزول (ص: 48) لابن القيسراني.