RAMADAN

Monday, April 9, 2018

الرزق من عند الله


توكلت في رزقي على الله خالقي*** وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزق فليس يفوتني *** ولو كان في قعر البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضلــــه *** ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة ***وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
 
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد *** عسى نكبات الدهر عنك تزول


وما الرزق إلا قسمة بين أهله *** فلا يعدم الأرزاق مُثر ومعدم

إن امرأ رزق اليــسار ولـــم يصب ... حمداً ولا اجـــــراً لغـــير مــــــــوفق
فالجد يدنى كل شيء شاســع ... والجــــــــــد يفتح كــل بــاب مغلق
فإذا سمعت بـأن مجــدوداً حوى ... عوداً فأثــــمر في يــــديـــــه فحقق
وإذا سمعت بـــأن محــروماً رأى ... مــــاء ليشــــربه فغــــــــاض فصدق
وأشد خلق اللّه بالهمّ امـــــــرؤ ... ذو همـــة يبلى بعــــيش ضيـــــــق
ومن الدليل على القضاء وكونه ... بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

لا تطلب الرزق في الدنيا بمنقصةٍ ** فالرزق بالذلِ خير منه حرمانُ
المال يمضي وتبقى بعده أبداً ** على الفتى منه أوساخ وأدرانُ

وما طلبُ المعيشةِ بالتمني ** ولكن ألق دلوك في الـدّلاءِ 
تجِئك بمِلئها يوماً ، ويوماً ** تجٍيء بحمأةٍ وقليـلٍ مـاءِ 
ولا تقعد على كُل التمنـي ** تحيل على المقادر والقضاءِ 
فإن مقادِر الرحمن تجري ** بإرزاق العباد من السمـاءِ

عليك بتقوى الله إن كنت غافلاً=فيأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري 
فكيف تخاف الفقرَ والله رازقٌ=و قد رزق الأطيارَ والحوتَ في البحرِ
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوةٍ=فما أكل العصفورُ شيئا مع النسرِ 
تزوَّد من الدنيا فإنك لا تدري=إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر 
فكم من صحيح مات من غير علةٍ=وكم من سقيم عاش حينا من الدهر 
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً=وأكفانه في الغيب تنسجُ لا يدري
فمن عاش ألفا بل و ألفين حِجَّةٍ =فلا بد من يوم يسير إلى القبرِ


وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ


أحاديث عن الرزق


 روى مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ، قال: وعرشه على الماء))؛ (مسلم حديث 2653).

 روى الشيخان عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدَكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله ملَكًا فيؤمر بأربع كلماتٍ، ويقال له: اكتُبْ عمله ورزقه وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة))؛ (البخاري حديث 3208/ مسلم حديث 2643).

 روى أبو نعيم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رُوح القدس (أي جبريل) نفَث (ألقى) في رُوعي (قلبي) أن نفسًا لن تموتَ حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها؛ فأجملوا في الطلبِ، ولا يحملَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصيةٍ؛ فإن اللهَ لا ينال ما عنده إلا بطاعته))؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع للألباني حديث: 2085).

 روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرِّزقَ ليطلُب العبدَ أكثرَ مما يطلبه أجله))؛ (حديث حسن) (صحيح الجامع للألباني - حديث 1630).

     قال عبدالرؤوف المناوي - رحمه الله -: لأن الله تعالى وعَد به وضمِنه، ووعدُه لا يتخلَّف، وضمانه لا يتأخَّر؛ (فيض القدير - عبدالرؤوف المناوي - جـ 4 - صـ 71).

      روى الحاكم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تستبطئوا الرزقَ؛ فإنه لم يكن عبد ليموتَ حتى يبلغه آخرُ رزقٍ هو له؛ فاتقوا الله وأجمِلوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام))؛ (حديث صحيح) (صحيح الجامع -للألباني - حديث: 7323).

       روى الطبراني وأبو نعيم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: أضاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم ضيفًا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعامًا، فلم يجد عند واحدةٍ منهن، فقال: ((اللهم إني أسألك مِن فضلك ورحمتك؛ فإنه لا يملِكُها إلا أنت))، قال: فأُهديَ إليه شاة مَصْليَّة (أي مشوية)، فقال: ((هذه مِن فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة))؛ (حديث صحيح) (السلسلة الصحيحة للألباني - جـ 4 -صـ 57- حديث 1543).