RAMADAN

Wednesday, November 2, 2022

من كتاب إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني رحمه الله 3

 

من (باب الخشوع في الصلاة).

الصلاة صلة العبد بربه، فمن تحقّق بالصلة في الصلاة لمعت له طوالع التجلي، فيخشع. وقد شهد القرآن بفلاح مُصلِّ خاشع قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2]. أي: خائفون من الله، متذللون له، يلزمون أبصارهم مساجدهم.

وعلامة ذلك أن لا يلتفت المصلي يمينًا ولا شمالاً. ولا يجاوز بصره موضع سجوده.

صلّى بعضهم في جامع البصرة فسقطت ناحية من المسجد، فاجتمع الناس عليها ولم يشعر هو بها.

والفلاح أجمع اسم لسعادة الآخرة، وفقد الخشوع ينفيه، وقد قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]. وظاهر الأمر الوجوب، فالغفلة ضد، فمن غفل في جميع صلاته كيف يكون مقيمًا للصلاة لذكره تعالى، فافهم واعمل، فليقبل العبد على ربه، ويستحضر بين يدي من هو واقف.

كان مكتوبًا في محراب داود عليه الصلاة والسلام، أيها المصلي، من أنت ولمن أنت؟ وبين يدي من أنت، ومن تناجي؟ ومن يسمع كلامك، ومن ينظر إليك؟

وقال الخراز: ليكن إقبالك على الصلاة كإقبالك على الله يوم القيامة، ووقوفك بين يديه وهو مقبل عليك وأنت تناجيه.

 

وروى الشافعي: ما هبت الريح إلا جثا النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على ركبتيه، قال: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا، اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا".

وقد روى سنيد، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر مرفوعًا: قالت أم سليمان لسليمان: يا بني لا تكثر النوم بالليل، فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرًا يوم القيامة.

وكان بعض الكبراء يقف على المائدة كل ليلة ويقول: معاشر المريدين لا تأكلوا كثيرًا فتشربوا كثيرًا فترقدوا كثيرًا فتتحسروا عند الموت كثيرًا. وهذا هو الأصل الكبير، وهو تخفيف المعدة عن ثقل الطعام.

وفي دعاء بعض العارفين: اللهم لا تتعب بدني في طلب ما لم تقدره لي

 

يحمل قول أبي بكر النقاش المفسر في تفسيره: حسبت الصلاة في المسجد الحرام، فبلغت صلاة واحدة بالمسجد الحرام خمس وخمسين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة. وهذا مع قطع النظر عن التضعيف بالجماعة، فإنها تزيد سبعًا وعشرين درجة، كما مر.

قال البدر بن الصاحب الأثاري: إن كل صلاة بالمسجد الحرام فرادى بمائة صلاة، وكل صلاة فيه جماعة بألفي ألف صلاة وسبعمائة ألف صلاة، والصلوات الخمس فيه بثلاثة عشر ألف ألف وخمسمائة ألف صلاة، وصلاة الرجل منفردًا في وطنه غير المسجدين العظمين كل مائة سنة شمسية بمائة ألف وثمانين ألف صلاة، وكل ألف سنة بالف ألف صلاة وثمانمائة ألف صلاة، فتلخص من هذا أن صلاة واحدة في المسجد الحرام جماعة، يفضل ثوابها على ثواب من صلّى في بلده فرادى، حتى بلغ عمر نوح بنحو الضعف. اهـ.

لكن هل يجتمع التضعيفان أو لا؟ محل بحث. وهل يدخل في التضعيف ما زيد في المسجد النبوي في زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم؟ أم لا:؟ إن غلبنا اسم الإشارة في قوله: مسجدي هذا انحصر التضعيف فيه ولم يعم ما زيد فيه، لأن التضعيف إنما ورد في مسجده وقد أكده يقوله: هذا. وقد صرح بذلك النووي، بخلاف المسجد الحرام، فإنه يعم الحرم كله كما مر.

واستنبط منه تفضيل مكة على المدينة، لأن الأمكنة تشرف بفضل العبادة فيها على غيرها مما تكون العبادة فيه مرجوحة، وهو قول الجمهور.

وحكي عن مالك، وابن وهب، ومطرف، وابن حبيب، من أصحابه: لكن المشهور عن مالك وأكثر أصحابه تفضيل المدينة. وقد رجع عن هذا القول أكثر المنصفين من المالكية. واستثنى القاضي عياض البقعة التي دفن فيها النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فحكى الاتفاق على أنها أفضل بقاع الأرض. بل قال ابن عقيل الحنبلي: إنها أفضل من العرش

 

واختلف في: شد الرحال إلى غيرها، كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتًا، وإلى المواضع الفاضلة للصلاة فيها، والتبرك بها.

فقال أبو محمد الجويني: يحرم عملاً بظاهر هذا الحديث؛ واختاره القاضي حسين، وقال به القاضي عياض وطائفة. (وأقول عن نفسي صاحب هذه المدونةالأحوط هذا القول)

والصحيح عند إمام الحرمين، وغيره من الشافعية، الجواز، وخصوا النهي بمن نذر الصلاة في غير الثلاثة، وأما قصد غيرها لغير ذلك، كالزيارة فلا يدخل في النهي.

وخص بعضهم النهي فيما حكاه الخطابي بالاعتكاف في غير الثلاثة، لكن قال في الفتح: ولم أر عليه دليلاً.

وقد قالت فاطمة بنت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه:

ماذا على من شم تربة أحمد ... أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت عليّ مصائب لو أنها ... صبت على الأيام عدن لياليا

 

واعلم أن المصيبة كير العبد الذي يسبك فيه حاله، فإما أن يخرج ذهبًا أحمر، وإما أن يخرج خبثًا كله، كما قيل:

سبكناه ونحسبه لجينًا ... فأبدى الكير عن خبث الحديد

فإن لم ينفعه هذا الكير في الدنيا، فبين يديه الكير الأعظم، فإذا علم العبد أن إدخاله كير الدنيا ومسبكها خير له من ذلك الكير والمسبك، وأنه لا بد له من أحد الكيرين، فليعلم قدر نعمة الله عليه في الكير العاجل، فالعبد إذا امتحنه الله بمصيبة فصبر عند الصدمة الأولى، فليحمد الله تعالى على أن أهلّه لذلك وثبته عليه.

 

وقد اختلف: هل المصائب مكفرات أو مثيبات؟ فذهب الشيخ عز الدّين بن عبد السلام في طائفة، إلى أنه: إنما يثاب على الصبر عليها، لأن الثواب إنما يكون على فعل العبد، والمصائب لا صنع له فيها، وقد يصيب الكافر مثل ما يصيب المسلم، وذهب آخرون إلى أنه يثاب عليها لآية، ولا ينالون من عدوّ نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح.

وحديث الصحيحين: والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله عنه به خطاياه، كما تحط الشجرة اليابسة ورقها.

وفيهما: ما من مصيبة تصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة، إلا كفر الله عز وجل بها خطاياه. فالغم على المستقبل، والحزن على الماضي، والنصب والوصب المرض. وفيه: حلفه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تقوية لإيمان الضعيف، ومسمى مسلم وإن قل ولو مذنبًا، ومسمى أذى وإن قل، وذكر خطاياه ولم يقل: منها.

طفح الكرم حتى ... غفر بمجرد ألم

ولو لم يكن للمبتلى ... في الصبر قدم

 

وقال ابن سراقة في كتابه الإعداد: والحرم في الأرض موضع واحد وهو مكة وما حولها ومسافة ذلك ستة عشر ميلاً في مثلها وذلك بريد واحد وثلث على الترتيب، والسبب في بُعد بعض الحدود وقرب بعضها ما قيل إن الله تعالى لما أهبط على آدم بيتًا من ياقوتة أضاء له ما بين المشرق والمغرب فنفرت الجن والشياطين ليقربوا منها فاستعاذ منهم بالله وخاف على نفسه منهم، فبعث الله ملائكة فحفوا بمكة فوقفوا مكان الحرم، وذكر بعض أهل الكشف والمشاهدات أنهم يشاهدون تلك الأنوار واصلة إلى حدود الحرم فحدود الحرم موضع وقوف الملائكة، وقيل: إن الخليل لما وضع الحجر الأسود في الركن أضاء له نور وصل إلى أماكن الحدود فجاءت الشياطين فوقفت عند الأعلام فبناها الخليل عليه السلام حاجزًا. رواه مجاهد عن ابن عباس، وعنه أن جبريل عليه السلام أرى إبراهيم عليه السلام موضع أنصاب الحرم فنصبها، ثم جددها إسماعيل عليه السلام، ثم جددها قصي بن كلاب، ثم جددها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلما ولي عمر -رضي الله عنه- بعث أربعة من قريش فنصبوا أنصاب الحرم، ثم جددها معاوية -رضي الله عنه-، ثم عبد الملك بن مروان

 

وخراب مكة من الحبشة على يد حبشي أفحج الساقين أزرق العينين أفطس الأنف كبير البطن معه أصحابه ينقضونها حجرًا حجرًا ويتناولونها حتى يرموا بها يعني الكعبة إلى البحر، وخراب المدينة من الجوع، واليمن من الجراد. وذكر الحليمي أن خراب الكعبة يكون في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام، وقال القرطبي: بعد رفع القرآن من الصدور والمصاحف وذلك بعد موت عيسى وهو الصحيح

 

وفي حديث ابن عباس مرفوعًا ما صححه الترمذي: نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم لكن فيه عطاء بن السائب وهو صدوق إلا أنه اختلط وجرير ممن سمع منه بعد اختلاطه، لكن له طريق أخرى في صحيح ابن خزيمة فيقوى بها. وفي هذا الحديث التخويف لأنه إذا كانت الخطايا تؤثر في الحجر فما ظنك بتأثيرها في القلوب؟ وينبغي أن يتأمل كيف أبقاه الله تعالى على صفة السواد أبدًا مع ما مسه من أيدي الأنبياء والمرسلين المقتضي لتبييضه ليكون ذلك عبرة لذوي الأبصار وواعظًا لكل من وافاه من ذوي الأفكار ليكون ذلك باعثًا على مباينة الزلات، ومجانبة الذنوب الموبقات.

وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي مرفوعًا: أن الحجر والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء ما بين المشرق والمغرب. رواه أحمد والترمذي، وصححه ابن حبان لكن في إسناده رجاء أبو يحيى وهو ضعيف، وإنما أذهب الله نورهما ليكون إيمان الناس ْبكونهما حقًا إيمانًا بالغيب ولو لم يطمس لكان الإيمان بهما إيمانًا بالمشاهدة، والإيمان الموجب للثواب هو إيمان بالغيب.

 

وروى الفاكهي وغيره عن ابن عباس: صلوا في مصلّى الأخيار واشربوا من شراب الأبرار، قيل: وما مصلّى الأخيار؟ قال: تحت الميزاب. قيل: فما شراب الأبرار؟ قال: زمزم.

لكونها تنفي خبثها وتنصع طيبها ولله در الأشبيلي حيث قال:

لتربة المدينة نفحة ليس كما عهد من الطيب.

بل هو عجب من الأعاجيب.

وقال بعضهم مما ذكره في الفتح وفي طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية لأن من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا يكاد يجدها في غيرها اهـ.


Friday, September 2, 2022

من كتاب الزخائر والعبقريات تأليف عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن سيد بن أحمد البرقوقي الأديب المصري

وهل يصحُّ في الأفهام أن رجلاً يجرّ وراءه نيّفاً وستين سنة، موقرة بكل ما يضعف المُنّة ويوهن القوى، ويعصف بالحيويّة عصفاً، لا تتكاثر هفواتُه وعثراتُه، وتتوافر سقطاتُه وزلاتُه
قول الحطيئة:
مَنْ يَفْعَلِ الخيرَ لا يَعْدَمْ جوازِيَهُ … لا يَذْهَبُ العُرفُ بين اللهِ والناسِ
جوازيه: جمع جازية اسمُ مصدرٍ للجزاء، كالعافية، أي لا يعدم جزاءً عليه

 قال أبو عمرو بن العلاء: لم يقل العرب بيتاً قطُّ أصدق من بيت الحطيئة هذا،
والناسُ هَمُّهُمُ الحياةُ وما أرَى … طُولَ الحياةِ يَزيدُ غيرَ خَبالِ
الخبال: الفساد، أو هو لون من الجنون
فقيل له: فقول طرفة بن العبد:
سَتُبْدِي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً … ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
وقال عبيد بن الأبرص:
والخيْرُ يَبْقَى وإنْ طالَ الزمانُ به … والشَّرُّ أخْبَثُ ما أوْعَيْتَ مِن زادِ
يقال: أوعيتَ الزادَ والمتاعَ: إذا جعلته في الوعاء.
وقال أبو العتاهية:
لَيَعْلَمَنَّ الناسُ أنَّ التُّقَى … والبِرَّ كانا خيرَ ما يُذخَرُ
وقبله قال الأخطل - ورواه المبرّد في الكامل للخليل بن أحمد واضع علم العروض -:
وإذا افتَقَرْتَ إلى الذّخائرِ لَم تَجِدْ … ذُخْراً يكون كصالحِ الأعمالِ
 
يا نفسُ دُنياكِ تُخْفِي كُلَّ مُبْكِيةٍ … وإنْ بَدَا لكِ منها حُسنُ مُبْتَسمِ
فُضِّي بتَقواكِ فاها كلّما ضَحِكَتْ … كما يُفَضُّ أذَى الرَّقْشاءِ بالثَّرَمِ
لا تَحْفِلِي بجنَاها أو جِنايتِها … الموتُ بالزَّهْرِ مِثلُ الموتِ بالفَحَمِ
صلاحُ أمْرِكَ للأخلاقِ مَرْجِعُهُ … فقَوِّمِ النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفْسُ مِن خيْرِها في خيرِ عافيةٍ … والنفسُ من شرِّها في مَرْتَعٍ وَخِمِ
المبتسم: يريد الابتسام، أو موضع الابتسام، وهو الثغر. والرقشاء من الحيّات: المنقطة بالسواد والبياض. وأذى الرقشاء: سُمُّها. والثرم: كسر السن من أصلها. والجنى: ما يُجنى من الشجرة ويقطف من ثمرها، يقول في هذا البيت: إن سعادة الدنيا وشقاءها بمنزلة سواء، وكلاهما ألم غير أن أحد الألمين ينزل بساحة النفس سافراً غير متنكر - وهو جنايتها أي آلامها - والآخر - وهو جناها أي لذاتها - يتسرب إليها من أبواب غفلتها فيتجمل ويخلب حتى ينال منها، إذ أن من ورائه السمّ ناقعاً، فمثلهما في ذلك مثل الموت بالفحم والموت بالزهر، كلاهما موت، وإن كان هذا من أثر الاختناق بأرج الزهر، وذاك من دخن الفحم. والمرتع: من رتعت الماشية: أكلت ما شاءت، والمرتع: مكان الرتوع، والوخم: الرديء الوبيء.
وقال المعري:
وَلْتَفْعِلِ النَّفسُ الجميلَ لأنَّهُ … خيْرٌ وَأَحْسَنُ لا لأجْلِ ثَوابِها
 
ومن كلمة لعلي بن أبي طالب: إن للخير والشر أهلاً، فمهما تركتموه منهما كفاكُموه أهلُه يقول رضي الله عنه: إنْ عنَّ لك باب من أبواب الخير وتركته فسوف يكفيكَه بعض الناس ممن جعله الله أهلاً للخير، وإن عنَّ لك باب من أبواب الشر فتركتَه فسوف يكفيكَه بعض الناس ممن جعلهم الله أهلاً للشر وأذى الناس، فاختر لنفسك أيما أحبّ إليك: أن تحظى بالمحمدة والثواب وتفعل ما إن تركته فعله غيرُك وحظي بحمده وثوابه، أو أن تتركه، وأيما أحب إليك؛ أن تشقى بالذم عاجلاً والعقاب آجلاً وتفعل ما إن تركته كفاكه غيرك وبلغت غرضك منه على يد غيرك، أو أن تفعله؛ وإذن فجدير بالعاقل أن يؤثر فعل الخير وترك الشر ما وجد إلى ذلك سبيلا.
 
وقد وردت هذه الكلمة في نهج البلاغة منسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه -: كان لي أخٌ في الله، كان أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجاً من سلطان بطنه؛ فلا يتشهى ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد. وكان خارجاً من سلطان فرجه؛ فلا يدعو إليه مؤنة، ولا يستخف إليه رأياً ولا بدناً، وكان لا يتأثر عند نعمة، ولا يستكين عند مصيبة، وكان خارجاً من سلطان لسانه؛ فلا يتكلم بما لا يعلم ولا يماري فيما علم. وكان خارجاً من سلطان الجهالة؛ فلا يقدم أبداً إلا على ثقة بنفسه، وكان أكثر دهره صامتاً، فإذا قال بزَّ القائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإذا جد الجدُّ فهو الليث عادياًً، وكان لا يدخل في دعوى، ولا يشارك في مراءٍ، ولا يدلي بحجة، حتى يرى قاضياً فهماً وشهوداً عدولاً، وكان لا يلوم أحداً فيما يكون العذر في مثله حتى يعلم ما عذره، وكان لا يشكو وجعه إلا عند من يرجو عنده البرء، ولا يستشير صاحباً إلا أن يرجو منه النصيحة وكان لا يتبرم ولا يتسخط، ولا يتشكى ولا يتشهى، ولا ينتقم من العدو ولا يغفل عن الولي، ولا يخص نفسه بشيء دون إخوانه، من اهتمامه وحيلته وقوته. . . فعليك بهذه الأخلاق إن أطقتها، ولن تطيق، ولكن أخذ القليل خير من ترك الجميع
 
 
  
 
  

Saturday, July 16, 2022

New Psychiatric Disorders Appeared in Healthy Individuals Following Vaccination

As of early July 2022, 66 percent of the world’s population has been vaccinated with the COVID-19 vaccines. As more people are getting vaccinated, reports on adverse events and even side effects continue to emerge. Not only injuries on vital organs have been reported, but also psychiatric disorders have been reported as well. As off today, there are a total of 10 pieces of medical literature that have reported cases of newly developed mental illness after the patients were inoculated with the COVID-19 jabs.

اعتبارًا من أوائل يوليو 2022 ، قد تم تطعيم 66 بالمائة من سكان العالم بلقاحات COVID-19. مع تلقي المزيد من الناس للتطعيم ، تستمر التقارير في الظهور عن الأحداث الضارة وحتى الآثار الجانبية للقاحات. لم يتم الإبلاغ عن إصابات في الأعضاء الحيوية فحسب ، بل تم الإبلاغ أيضًا عن اضطرابات نفسية. في هذا اليوم ، هناك ما مجموعه 10 مقالات طبية أبلغت ونشرت عن حالات أمرض عقلية تم تطويرها حديثًا بعد تلقيح المرضى بلقاحات COVID-19. حيث  ظهرت اضطرابات نفسية جديدة في الأفراد الأصحاء بعد التطعيم

Tuesday, July 5, 2022

من كتاب إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني رحمه الله 2


وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنه أن رسول الله قال: "العلم ثلاثة آية محكمة أو سُنّة قائمة أو فريضة عادلة وما سوى ذلك فهو فضل". رواه أبو داود وابن ماجة.

وبيانه أن قوله آية محكمة يشتمل على معرفة كتاب الله تعالى وما يتوقف عليه معرفته، لأن المحكمة هي التي أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه، فكانت أمّ الكتاب، فتحمل المتشابهات عليها وترد إليها، ولا يتم ذلك إلا للماهر الحاذق في علم التفسير والتأويل، الحاوي لمقدّمات يفتقر إليها من الأصلين وأقسام العربية

وقوله سُنّة قائمة، معنى قيامها ثباتها ودوامها بالمحافظة عليها من قامت السوق إذا نفقت، لأنها إذا حوفظ عليها كانت كالشيء النافق الذي تتوجّه إليه الرغبات ويتنافس فيه المخلصون بالطلبات، ودوامها إما أن يكون بحفظ أسانيدها من معرفة أسماء الرجال والجرح والتعديل، ومعرفة الأقسام من الصحيح والحسن والضعيف المتشعب منه أنواع كثيرة، وما يتصل بها من المتممات مما يسمى علم الاصطلاح مما يأتي في الفصل الثالث إن شاء الله تعالى. وإما أن يكون بحفظ متونها من التغيير والتبديل بالإتقان وتفهم معانيها واستنباط العلوم منها كما سيأتي إن شاء الله تعالى في هذا الشرح بعون الله سبحانه، لأن جلّها بل كلها من جوامع كلمه التي خصّ بها لا سيما هذه الكلمة الفاذّة الجامعة مع قصر متنها وقرب طرفيها علوم الأوّلين والآخرين

. وقوله أو فريضة عادلة أي مستقيمة مستنبطة من الكتاب والسُّنة والإجماع.

وقوله: "وما سوى ذلك فهو فضل" أي لا مدخل له في أصل علوم الدين، بل ربما يستعاذ منه حينًا كقوله: "أعوذ بك من علم لا ينفع"

ولله درّ أبي بكر حميد القرطبيّ فلقد أحسن وأجاد حيث قال:

نور الحديث مبين فادن واقتبس ... واحد الركاب له نحو الرضا الندس

واطلبه بالصين فهو العلم إن رفعت ... أعلامه برباها يا ابن الدلس

فلا تضعْ في سوى تقييد شارده ... عمرًا يفوتك بين اللحظ والنفس

وخل سمعك عن بلوى أخي جدل ... شغل اللبيب بها ضرب من الهوس

ما إن سمت بأبي بكر ولا عمر ... ولا أتت عن أبي هرّ ولا أنس

إلا هوى وخصومات ملفقة ... ليست برطب إذا عدت ولا يبس

فلا يغرك من أربابها هذر ... أجدى وجدك منها نغمة الجرس

أعرهم أذنًا صمًّا إذا نطقوا ... وكن إذا سألوا تعزى إلى خرس

ما العلم إلا كتاب الله أو أثر ... يجلو بنور هداه كل ملتبس

نور لمقتبس خير لملتمس ... حمى لمحترس نعم لمبتئس

فاعكف ببابهما على طلابهما ... تمحو العمى بهما عن كل ملتمس

ورد بقلبك عذبًا من حياضهما ... تغسل بماء الهدى ما فيه من دنس

واقف النبيّ وأتباع النبيّ وكن ... من هديهم أبدًا تدنو إلى قبس

والزم مجالسهم واحفظ مجالسهم ... واندب مدارسهم بالأربع الدرس

واسلك طريقهم واتبع فريقهم ... تكن رفيقهم في حضرة القدس

تلك السعادة إن تلمم بساحتها ... فحط رحلك قد عوفيت من تعس 

من كتاب إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني رحمه الله

أعيى فحول العلم حل رموز ما ... أبداه في الأبواب من أسرار

فازوا من الأوراق منه بما جنوا ... منها ولم يصلوا إلى الأثمار

ما زال بكرًا لم يفض ختامه ... وعراه ما حلّت عن الأزرار

حجبت معانيه التي أوراقها ... ضربت على الأبواب كالأستار

من كل باب حين يفتح بعضه ... ينهار منه العلم كالأنهار

لا غرو أن أمسى البخاري للورى ... مثل البحار لمنشأ الأمطار

خضعت له الأقران فيه إذ بدا ... خرّوا على الأذقان والأكوار 

ما أحسن قول البرهان القيراطي رحمه الله:

حدّث وشنف بالحديث مسامعي ... فحديث من أهوى حليّ مسامعي

لله ما أحلى مكرره الذي ... يحلو ويعذب في مذاق السامع

بسماعه نلت الذي أملته ... وبلغت كل مطالبي ومطامعي

وطلعت في أفق السعادة صاعدًا ... في خير أوقات وأسعد طالع

ولقد هديت لغاية القصد التي ... صحّت أدلته بغير ممانع

وسمعت نصًّا للحديث معرفًا ... مما تضمنه كتاب الجامع

وهو الذي يتلى إذا خطب عرا ... فتراه للمحذور أعظم دافع

كم من يد بيضا حواها طرسه ... تومي إلى طرق العلا بأصابع

وإذا بدا بالليل أسود نقشه ... يجلو علينا كل بدر ساطع

ملك القلوب به حديث نافع ... مما رواه مالك عن نافع

في سادة ما إن سمعت بمثلهم ... من مسمع عالي السماع وسامع

وقراءة القاري له ألفاظه ... تغريدها يزري بسجع الساجع

(وقول الآخر):

وفتى بخارا عند كل محدّث ... هو في الحديث جهينة الأخبار

لكتابه الفضل المبين لأنه ... أسفاره في الصبح كالأسفار

كم أزهرت بحديثه أوراقه ... مثل الرياض لصاحب الأذكار

ألفاته مثل الغصون إذا بدت ... من فوقها الهمزات كالأطيار

بجوامع الكلم التي اجتمعت به ... متفرّقات الزهر والأزهار

 

وقول الشيخ أبي الحسن عليّ بن عبيد الله بن عمر الشقيع النابلسي:

ختم الصحيح بحمد ربي وانتهى ... وأرى به الجاني تقهقر وانتهى

فسقى البخاري جود جود سحائب ... ما غابت الشعرى وما طلع السها

الحافظ الثقة الإمام المرتضى ... من سار في طلب الحديث وما وهى

طلب الحديث بكل قطر شاسع ... وروى عن الجم الغفير أُولي النهى

ورواه خلق عنه وانتفعوا به ... وبفضله اعترف البرية كلها

بحر بجامعه الصحيح جواهر ... قد غاصها فاجهد وغص إن رمتها

وروى أحاديثًا معنعنة زهت ... تحلو لسامعها إذا كررتها

وللإمام أبي الفتوح العجلي:

صحيح البخاريّ يا ذا الأدب ... قويّ المتون عليّ الرتب

قويم النظام بهيج الرواء ... خطير يروج كنقد الذهب

فتبيانه موضح المعضلات ... وألفاظه نخبة للنخب

مفيد المعاني شريف المعالي ... رشيق أنيق كثير الشعب

سما عزّه فوق نجم السماء ... فكل جميل به يجتلب

سناء منير كضوء الضحا ... ومتن مزيج لشوب الريب

كان البخاريّ في جمعه ... تلقى من المصطفى ما اكتتب

فلله خاطره إذ وعى ... وساق فرائده وانتخب

جزاه الإله بما يرتضي ... وبلغه عاليات القرب

ْولابن عامر الفضل بن إسماعيل الجرجاني الأديب رحمه الله تعالى:

صحيح البخاريّ لو أنصفوه ... لما خط إلا بماء الذهب

هو الفرق بين الهدى والعمى ... هو السدّ دون العنا والعطب

أسانيد مثل نجوم السماء ... أمام متون كمثل الشهب

به قام ميزان دين النبي ... ودان له العجم بعد العرب

حجاب من النار لا شك فيه ... يميز بين الرضا والغضب

وخير رفيق إلى المصطفى ... ونور مبين لكشف الريب

فيا عالمًا أجمع العالمون ... على فضل رتبته في الرتب

سبقت الأئمة فيما جمعت ... وفزت على رغمهم بالقصب

نفيت السقيم من الغافلين ... ومن كان متهمًا بالكذب

وأثبت من عدّلته الرواة ... وصحّت روايته في الكتب

وأبرزت في حسن ترتيبه ... وتبويبه عجبًا للعجب

فأعطاك ربك ما تشتهيه ... وأجزل حظك فيما يهب

وخصك في عرصات الجنان ... بخير يدوم ولا يقتضب


اغتنم في الفراغ فضل ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته

كم صحيح رأيت من غير سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلته

إن عشرت تفجع بالأحبة كلهم ... وبقاء نفسك لا أبا لك أفجع

 


Monday, June 20, 2022

دراسة تتوصل إلى أن لقاح كوفيد-19 من فايزر ينتقل إلى خلايا الكبد ويتحول إلى حمض نووي دي إن إيه- كل يوم يكتشف أن اللقاحات لا فائدة منها ومع هذا مصرين على إعطائها للناس ونحن كالعادة تابعين

 

Pfizer’s COVID-19 Vaccine Goes Into Liver Cells and Is Converted to DNA: Study

BY MEILING LEE TIMEMARCH 1, 2022 PRINT

The messenger RNA (mRNA) from Pfizer’s COVID-19 vaccine is able to enter human liver cells and is converted into DNA, according to Swedish researchers at Lund University.

The researchers found that when the mRNA vaccine enters the human liver cells, it triggers the cell’s DNA, which is inside the nucleus, to increase the production of the LINE-1 gene expression to make mRNA.

The mRNA then leaves the nucleus and enters the cell’s cytoplasm, where it translates into LINE-1 protein. A segment of the protein called the open reading frame-1, or ORF-1, then goes back into the nucleus, where it attaches to the vaccine’s mRNA and reverse transcribes into spike DNA.

Reverse transcription is when DNA is made from RNA, whereas the normal transcription process involves a portion of the DNA serving as a template to make an mRNA molecule inside the nucleus.

“In this study we present evidence that COVID-19 mRNA vaccine BNT162b2 is able to enter the human liver cell line Huh7 in vitro,” the researchers wrote in the study, published in Current Issues of Molecular Biology. “BNT162b2 mRNA is reverse transcribed intracellularly into DNA as fast as 6 [hours] after BNT162b2 exposure.”

BNT162b2 is another name for the Pfizer-BioNTech COVID-19 vaccine that is marketed under the brand name Comirnaty.

The whole process occurred rapidly within six hours. The vaccine’s mRNA converting into DNA and being found inside the cell’s nucleus is something that the Centers for Disease Control and Prevention (CDC) said would not happen.

“The genetic material delivered by mRNA vaccines never enters the nucleus of your cells,” the CDC said on its web page titled “Myths and Facts about COVID-19 Vaccines.”

This is the first time that researchers have shown in vitro or inside a petri dish how an mRNA vaccine is converted into DNA on a human liver cell line, and is what health experts and fact-checkers said for over a year couldn’t occur.

The CDC says that the “COVID-19 vaccines do not change or interact with your DNA in any way,” claiming that all of the ingredients in both mRNA and viral vector COVID-19 vaccines (administered in the United States) are discarded from the body once antibodies are produced. These vaccines deliver genetic material that instructs cells to begin making spike proteins found on the surface of SARS-CoV-2 that causes COVID-19 to produce an immune response.

Pfizer didn’t comment on the findings of the Swedish study and said only that its mRNA vaccine does not alter the human genome.

“Our COVID-19 vaccine does not alter the DNA sequence of a human cell,” a Pfizer spokesperson told The Epoch Times in an email. “It only presents the body with the instructions to build immunity.”

More than 215 million or 64.9 percent of Americans are fully vaccinated as of Feb. 28, with 94 million having received a booster dose.

Autoimmune Disorders

The Swedish study also found spike proteins expressed on the surface of the liver cells that researchers say may be targeted by the immune system and possibly cause autoimmune hepatitis, as “there [have] been case reports on individuals who developed autoimmune hepatitis after BNT162b2 vaccination.”

The authors of the first reported case of a healthy 35-year-old female who developed autoimmune hepatitis a week after her first dose of the Pfizer COVID-19 vaccine said that there is a possibility that “spike-directed antibodies induced by vaccination may also trigger autoimmune conditions in predisposed individuals” as it has been shown that “severe cases of SARS-CoV-2 infection are characterized by an autoinflammatory dysregulation that contributes to tissue damage,” which the virus’s spike protein appears to be responsible for.

Spike proteins may circulate in the body after an infection or injection with a COVID-19 vaccine. It was assumed that the vaccine’s spike protein would remain mostly at the injection site and last up to several weeks like other proteins produced in the body. But studies are showing that is not the case.

The Japanese regulatory agency’s biodistribution study  of the Pfizer vaccine showed that some of the mRNAs moved from the injection site and through the bloodstream, and were found in various organs such as the liver, spleen, adrenal glands, and ovaries of rats 48 hours following injection.

In a different study, the spike proteins made in the body after receiving a Pfizer COVID-19 shot have been found on tiny membrane vesicles called exosomes—that mediate cell-to-cell communication by transferring genetic materials to other cells—for at least four months after the second vaccine dose.

The persistence of the spike protein in the body “raises the prospect of sustained inflammation within and damage to organs which express the spike protein,” according to experts at Doctors for COVID Ethics, an organization consisting of physicians and scientists “seeking to uphold medical ethics, patient safety, and human rights in response to COVID-19.”

“As long as the spike protein can be detected on cell-derived membrane vesicles, the immune system will be attacking the cells that release these vesicles,” they said.

Dr. Peter McCullough, an internist, cardiologist, and epidemiologist, wrote on Twitter that the Swedish study’s findings have “enormous implications of permanent chromosomal change and long-term constitutive spike synthesis driving the pathogenesis of a whole new genre of chronic disease.”

Whether the findings of the study will occur in living organisms or if the DNA converted from the vaccine’s mRNA will integrate with the cell’s genome is unknown. The authors said more investigations are needed, including in whole living organisms such as animals, to better understand the potential effects of the mRNA vaccine.

“At this stage, we do not know if DNA reverse transcribed from BNT162b2 is integrated into the cell genome. Further studies are needed to demonstrate the effect of BNT162b2 on genomic integrity, including whole genome sequencing of cells exposed to BNT162b2, as well as tissues from human subjects who received BNT162b2 vaccination,” the authors said.