1 |
خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا
|
2 |
وَلا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ
|
3 |
وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ
|
4 |
أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها
|
5 |
تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا
|
6 |
أَتَيتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى
|
7 |
خَلِيلَيَّ قَد لاَقَيتُ ما لَم تُلاَقِيا
|
8 |
تَذَكَّرتُ والذِّكرى تَهِيجُ لِذي الهَوى
|
9 |
نَدَامايَ عِندَ المُنذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ
|
10 |
كُهولاً وَشُبّاناً كأَنَّ وُجُوهَهُم
|
11 |
وَمَا زِلتُ أَسعَى بَينَ بابٍ وَدارَةٍ
|
12 |
لَدَى مَلِكٍ مِن آلِ جَفنَةَ خاَلُهُ
|
13 |
يُدِيرُ عَلَينا كَأسَهُ وشِواءَه
|
14 |
حَنِيفاً عِرَاقِيّاً وَرَيطاً شآمِياً
|
15 |
وَتِيهٍ عَلَيها نَسجُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ
|
16 |
خَنُوفٍ مَرُوحٍ تُعجِلُ الوُرقَ بَعدَما
|
17 |
وَتَعبُرُ يَعفُورَ الصَرِيمِ كِنَاسَهُ
|
18 |
كَمُرقَدَةٍ فَردٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍ
|
19 |
فَأَمسى عَلَيهِ أَطلَسُ اللونِ شَاحِباً
|
20 |
طَوِيلُ القَرا عارِي الأَشَاجعِ مارِدٌ
|
21 |
فَباتَ يُذَكِّيهِ بِغَيرِ حَدِيدَةٍ
|
22 |
فَلاَقَت بَياناً عِندَ أَوَّلِ مَربضٍ
|
23 |
وَوَجهاً كبُرقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعاً
|
24 |
فَلَمّا سَقاها البأسُ واِرتَدَّ هَمُّها
|
25 |
أُتِيحَ لَها فَردُ خَلا بَينَ عالِجٍ
|
26 |
كَسا دَفعُ رِجلَيها صَفيحةَ وَجهِهِ
|
27 |
مُرُوجٌ كَسا القَريانُ ظَاهِرَ لَونِها
|
28 |
فَبَاهَى كَفَحلِ الحُوشِ يُنغِضُ رأسَهُ
|
29 |
وَوَلَّت بِهِ روحٌ خِفافٌ كأَنَّها
|
30 |
كَأَصدَافِ هِندِيَّين صُهبُ لِحاهُمُ
|
31 |
فَباتَت ثَلاثاً بَينَ يَومٍ وَلَيلَةٍ
|
32 |
وَباتَت كأَنَّ كَشحَها طيُّ رَيطَةٍ
|
33 |
تَلألأُ كالشِّعرى العبورِ تَوَقَّدَت
|
34 |
يَمُورُ النَدَى في مِدرَيَيها كأَنَّهُ
|
35 |
وَعادِيةٍ سَوم الجرادِ شهِدتُها
|
36 |
أشقَّ قسامِيّاً رُبَاعيَّ جانِب
|
37 |
شَديدُ قُلاتِ المِرفَقَين كَأَنَّما
|
38 |
يَمُرُّ كَمَرّيخ المُغالي اِنتحَت بِهِ
|
39 |
وَيُبقي وَجيفُ الأَربَع السودِ لحمَهُ
|
40 |
فَلَمّا أَتَى لا ينقُصُ القَودُ لَحمَهُ
|
41 |
وَكانَ أَمامَ القَومِ مِنهُم طَليعةٌ
|
42 |
وَنَهنَهتُهُ حَتّى لَبِستُ مُفَاضَةً
|
43 |
وَجمَّعتُ بَزّي فَوقَهُ ودَفعتُهُ
|
44 |
وَعرَّفتُه في شِدَّةِ الجَريِ باِسمِهِ
|
45 |
فَظَلَّ يُجاريهم كَأَنَّ هُوِيَّهُ
|
46 |
أَزُجُّ بِذِلقِ الرُمحِ لَحيَيهِ سابِقاً
|
47 |
لَهُ عُنُقٌ في كاهِلٍ غَيرُ جَأنبٍ
|
48 |
وَبَطنٌ كَظَهرِ التُرسِ لَو شُلَّ أَربَعاً
|
49 |
فَكفَّ أُولي شُقرٍ جياداً ضَوامِرا
|
50 |
فَأُرسِلَ في دُهمٍ كأَنَّ حَنِيَنها
|
51 |
لَها حَجَلٌ قُرعُ الرؤوسِ تَحَلَّبَت
|
52 |
إِذا هِيَ سيقَت دافَعَت ثَفِناتُها
|
53 |
وَتَغمِسُ في الماءِ الَّذي باتَ آجِنا
|
54 |
حَناجِرَ كالأَقماعِ فَحَّ حَنَينُها
|
55 |
وَمَهاما يَقُل فينا العَدُوُّ فَإِنَّهُم
|
56 |
فَما وَجدَتُ مِن فِرقَةٍ عَرَبِيَّةٍ
|
57 |
وَأَكثَرَ مِنّا ناكِحاً لِغَريبَةٍ
|
58 |
وَأَسرَعَ مَّنا إِن أَرَدنا اِنصِرافةً
|
59 |
وَأَجدرَ أَن لاَ يَترُكُوا عَانِياً لَهُم
|
60 |
وَأَجدَرَ أَن لاَ يَترُكُوا مِن كَرَامةٍ
|
61 |
وَقَد آنَسَت مِنّا قُضَاعَةُ كَالِئاً
|
62 |
وَكِندةُ كانت بِالعَقِيقِ مُقيمَةً
|
63 |
كِنانُة بينَ الصّخرِ وَالبَحرِ دارُهُم
|
64 |
وَنَحنُ ضَرَبنا بِالصَفَا آلَ دارمٍ
|
65 |
وَعَلقمَةَ الجعفيَّ أَدرَكَ رَكضُنا
|
66 |
ضَرَبنا بُطونَ الخيلِ حَتّى تَناوَلَت
|
67 |
أَرَحنا مَعدّاً مِن شَراحيلَ بَعدَما
|
68 |
تَمَرَّنَ فيهِ المَضرَحِيَّةُ بَعدَما
|
69 |
وَمِن أَسَدٍ أَغوى كُهُولاً كَثيرَةً
|
70 |
وَتُنكُر يَومَ الرَوعِ أَلوانُ خيلِنا
|
71 |
وَنَحنُ أُناسٌ لا نَعَوِّدُ خَيلَنا
|
72 |
وَما كانَ مَعروفاً لَنا أَن نَرُدَّها
|
73 |
بَلَغنَا السّما مَجداً وَجوداً وَسُؤدَداً
|
74 |
وَكُلَّ مَعدٍّ قَد أَحَلَّت سُيوفُنا
|
75 |
لَعَمري لَقَد أَنذَرتُ أَزداً أُناتَها
|
76 |
وَأَعرضَتُ عَنّها حِقبةً وَتَرَكتُها
|
77 |
وَما قُلتُ حَتّى نالَ شَتمُ عَشيرَتي
|
78 |
وَحَيَّ أَبي بَكرٍ وَلا حَيَّ مِثلُهُم
|
79 |
وَلا خَيرَ فِي جَهلٍ إِذَا لَم يَكُن لَهُ
|
80 |
وَلا خيرَ فِي حِلمٍ إِذَا لَم تَكُن لَهُ
|
81 |
فَفِي الحِلمِ خَيرٌ مِن أُمورٍ كَثيرةٍ
|
82 |
كَذاكَ لعمرِي الدَهرُ يَومانِ فاعرِفوا
|
83 |
إِذَا اِفتَخَرَ الأَزدِيُّ يوماً فَقُل لَهُ
|
84 |
فَإِن تَرِد العَليا فَلَستَ بِأَهلِها
|
85 |
إِذَا أَدلَجَ الأَزدِيُّ أَدلَجَ سارِقاً
|
RAMADAN
Sunday, November 15, 2015
قصيدة النابغة الجعدي
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment