قَال الْقَاضِي أَبُو الْفَضْل هُنَا انْتَهى القَوْل بِنَا فِيمَا حَرّرْنَاه وانتجز الغرض الَّذِي انْتَحَيْنَاه واسْتُوفِي الشَّرْط الَّذِي شَرَطْنَاه مِمَّا أرْجُو أَنّ فِي كُلّ قِسْم مِنْه لِلْمُرِيد مَقْنَع وَفِي كُلّ باب مَنْهج إلى بُغْيَتِه وَمَنْزَع وَقَد سَفَرْت فِيه عَن نُكَت تُسْتَغْرَب وَتُسْتَبْدَع وَكَرَعْت فِي مَشَارب مِن التَّحْقِيق لَم يُورَد لَهَا قَبْل فِي أكْثَر التَّصَانِيف مَشْرَع وأوْدَعْتُه غَيْر مَا فَضْل وَدِدْت لَو وجَدْت من بَسَط قَبْلي الْكَلَام فِيه أَو مقتدى يُفِيدُنِيه عَن كِتابِه أَو فِيه لأكْتَفَى بِمَا أرْويه عَمَّا أُرَوّيه وَإِلَى اللَّه تَعَالَى جَزِيل الضَّرَاعَة والمِنَّة بِقَبُول مَا مِنْه لوجهه ولعفو عَمَّا تَخَلَّلَه من تَزَيُّن وَتَصَنُّع لِغَيْرِه وأن يَهَب لَنَا ذَلِك بِجَمِيل كَرَمِه وَعَفْوِه لِمَا أوْدعنَاه من شَرَف مُصْطَفاه وأمين وَحْيه وأسْهَرْنَا بِه جفوتنا لِتَتَبُّع فَضَائِلِه وَأعمَلْنَا فِيه خَوَاطِرَنا من إبْرَاز خَصَائِصِه وَوَسَائِلِه وَيَحْمِي أعْرَاضَنَا عَن نَارِه المُوقَدَة لِحِمَايَتِنَا كريم عرضه ويجعلنا ممن لَا يذاد إذَا ذيد المبدل عَن حوضه ويجعله لَنَا ولمن تهمم باكتتابه واكتسابه سبيا يصلنا بأسبابه وذخيرة نجدها يَوْم تَجد كُلّ نَفْس مَا عَملَت من خَيْر مُحْضَرًا نَحُوز بِهَا رِضَاه وَجَزِيل ثَوَابِه ويَخُصَّنَا بِخصَّيصي زُمْرَة نَبِيَّنَا وَجَمَاعَتِه وَيَحْشرَنا فِي الرّعيل الأوّل وَأَهْل الباب الأيْمَن من أَهْل شَفَاعَتِه، ونَحْمَدُه تَعَالَى عَلَى مَا هَدَى إليْه من جَمْعِه وألْهَم وَفَتَح البَصِيرَة لِدَرْك حَقَائِق مَا أوْدَعْنَاه وَفَهَّم، وَنَسْتَعِيذُه جَلّ اسْمُه من دُعاء لَا يُسْمَع وعلْم لَا يَنْفَع وَعَمَل لَا يُرْفَع فَهُو الْجَوَاد الَّذِي لَا يُخَيَّب من أمَّله وَلَا يُنْتَصَر من خَذَلَه وَلَا يَرُدّ دَعْوَة القَاصِدِين وَلَا يُصْلح عمل المُفْسِدِين وَهُو حَسْبُنا وَنِعْم الْوَكِيل، وَصَلاتُه عَلَى سَيّدنا وَنبيّنَا مُحَمَّد خَاتِم النَّبِيّين وَعَلَى آلِه وصَحْبِه أجْمَعِين وَسَلَّم تَسْلِيمًا كَثِيرًا وَالْحَمْد لله رَبّ العالمين تم الجزء الثاني من كتاب الشفا، وبه تم الكتاب
RAMADAN
Saturday, June 24, 2017
Friday, June 23, 2017
مع ختام الشهر(اللهم آجرنا في فوات شهرنا) ولا أقول لنفسي إلا جبر الله مصيبتي
من كتاب لطائف المعارف لإبن رجب
كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء الذين: {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] روي عن علي رضي الله عنه قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] وعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] قال ابن دينار: الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل وقال عطاء السلمي: الحذر الاتقاء على العمل أن لا يكون لله وقال عبد العزيز بن أبي رواد: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا.
قال بعض السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله في يوم عيد فطر فقال في خطبته: أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له: إنه يوم فرح وسرور فيقول: صدقتم ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملا فلا أدري أيقبله مني أم لا؟.
رأى وهب بن الورد قوما يضحكون في يوم عيد فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين وعن الحسن قال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.
قال بعض السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم خرج عمر بن عبد العزيز رحمه الله في يوم عيد فطر فقال في خطبته: أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يوما وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم كان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له: إنه يوم فرح وسرور فيقول: صدقتم ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملا فلا أدري أيقبله مني أم لا؟.
رأى وهب بن الورد قوما يضحكون في يوم عيد فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين وعن الحسن قال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.
لعلك غضبان وقلبي غافل ... سلام على الدارين إن كنت راضيا
روي عن علي* رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه وعن ابن مسعود* أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك.
ليت شعري من فيه يقبل منا ... فيهنا يا خيبة المردود
من تولى عنه بغير قبول ... أرغم الله أنفه بخزي شديد
ماذا فات من فاته خير رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان كم بين من حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران رب قائم حظه من قيامه السهر وصائم حظه من صيامه الجوع والعطش.
ما أصنع هكذا جرى المقدور ... الجبر لغيري وأنا المكسور
أسير ذنب مقيد مهجور ... هل يمكن أن يغير المقدور
روي عن علي* رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه وعن ابن مسعود* أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك.
ليت شعري من فيه يقبل منا ... فيهنا يا خيبة المردود
من تولى عنه بغير قبول ... أرغم الله أنفه بخزي شديد
ماذا فات من فاته خير رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان كم بين من حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران رب قائم حظه من قيامه السهر وصائم حظه من صيامه الجوع والعطش.
ما أصنع هكذا جرى المقدور ... الجبر لغيري وأنا المكسور
أسير ذنب مقيد مهجور ... هل يمكن أن يغير المقدور
أنتهي
** فيما يلي ( توضيح لما جاء من أثر في الموضوع كما قاله أحد الأخوة الأفاضل)
=============================================
{عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه", وعن ابن مسعود أنه كان يقول: "من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه. أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك".
ما صحة الأثرين ؟}
** فيما يلي ( توضيح لما جاء من أثر في الموضوع كما قاله أحد الأخوة الأفاضل)
=============================================
{عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: "يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه", وعن ابن مسعود أنه كان يقول: "من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه. أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك".
ما صحة الأثرين ؟}
أثر ابن مسعود -رضي الله عنه- جاء في مختصر قيام الليل [ص213] معلقا عن ابن مسعود ولعله مما حذف أسانيده المقريزي صاحب المختصر وإلا فمُؤلف الاصل ابن نصر المروزي يُسند الاخبار -والله أعلم-
وذكره الغافقي في لمحات الانوار [3/1222 ح:1851] وعزاه لابن ابي حاتم في الدُّعاء
وجاء في مخطوطة (مجلس من امالي ابي الفتح المقدسي) [ح:16] :
أخبرني أبو القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي، في كتابه، ثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الخولاني، ثنا أحمد يعني ابن الحسن بن ماجه القزويني , ثنا زياد بن أيوب، ثنا عبد الله بن أحمد , قال: حدثني أبي , ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا النضر بن حميد الكندي، عن الجارود، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، أنه كان يقول في آخر ليلة من رمضان: "من هذا المقبول الليلة فنهنئه، من هذا المردود الليلة فنعزيه، يأيها المقبول هنيئا، ويأيها المحروم المردود جبر الله مصيبتك"
ويحتاج تركيب هذا الاسناد إلى نظر أما من عبد الله بن احمد بن حنبل إلى ابن مسعود فإسناد معروف
(عن الجارود) لعل الصواب فيها (أبو الجارود) وهي كنية النضر بن حميد وهو متروك الحديث
قال البخاري: "مُنْكَرُ الْحَدِيثِ" [ضعفاء العقيلي 4/289]
وقال ابو حاتم: "متروك الحديث" [الجرح والتعديل 8/476]
والله أعلم
اللهم آجرنا في مصيبتنا بفوات شهرنا ولا تحرمنا أجر المصاب في مصيبته وأعد علينا رمضان أعواماَ عديدة وأزمنة مديدة ونحن في خير ونعمة وطاعة ولا تحرمنا يا الله فضلك اللهم يا واسع المغفرة اغفر لي
Subscribe to:
Posts (Atom)