أعيى فحول العلم حل
رموز ما ...
أبداه في الأبواب من أسرار
فازوا من الأوراق منه
بما جنوا ...
منها ولم يصلوا إلى الأثمار
ما زال بكرًا لم يفض
ختامه ... وعراه ما حلّت عن الأزرار
حجبت معانيه التي
أوراقها ...
ضربت على الأبواب كالأستار
من كل باب حين يفتح
بعضه ... ينهار منه العلم كالأنهار
لا غرو أن أمسى
البخاري للورى ... مثل البحار لمنشأ الأمطار
خضعت له الأقران فيه إذ بدا ... خرّوا على الأذقان والأكوار
ما أحسن قول البرهان
القيراطي رحمه الله:
حدّث وشنف بالحديث
مسامعي ... فحديث من أهوى حليّ مسامعي
لله ما أحلى مكرره
الذي ... يحلو ويعذب في مذاق السامع
بسماعه نلت الذي
أملته ... وبلغت كل مطالبي ومطامعي
وطلعت في أفق السعادة
صاعدًا ... في خير أوقات وأسعد طالع
ولقد هديت لغاية
القصد التي ...
صحّت أدلته بغير ممانع
وسمعت نصًّا للحديث
معرفًا ... مما تضمنه كتاب الجامع
وهو الذي يتلى إذا
خطب عرا ...
فتراه للمحذور أعظم دافع
كم من يد بيضا حواها
طرسه ... تومي إلى طرق العلا بأصابع
وإذا بدا بالليل أسود
نقشه ... يجلو علينا كل بدر ساطع
ملك القلوب به حديث
نافع ... مما رواه مالك عن نافع
في سادة ما إن سمعت
بمثلهم ... من مسمع عالي السماع وسامع
وقراءة القاري له
ألفاظه ... تغريدها يزري بسجع الساجع
(وقول الآخر):
وفتى بخارا عند كل
محدّث ... هو في الحديث جهينة الأخبار
لكتابه الفضل المبين
لأنه ... أسفاره في الصبح كالأسفار
كم أزهرت بحديثه
أوراقه ... مثل الرياض لصاحب الأذكار
ألفاته مثل الغصون
إذا بدت ... من
فوقها الهمزات كالأطيار
بجوامع الكلم التي
اجتمعت به ...
متفرّقات الزهر والأزهار
وقول الشيخ أبي الحسن عليّ بن عبيد الله بن عمر الشقيع النابلسي:
ختم الصحيح بحمد ربي
وانتهى ... وأرى به الجاني تقهقر
وانتهى
فسقى البخاري جود جود
سحائب ... ما غابت الشعرى وما طلع
السها
الحافظ الثقة الإمام
المرتضى ... من
سار في طلب الحديث وما وهى
طلب الحديث بكل قطر
شاسع ... وروى عن الجم الغفير أُولي
النهى
ورواه خلق عنه
وانتفعوا به ...
وبفضله اعترف البرية كلها
بحر بجامعه الصحيح
جواهر ... قد غاصها فاجهد وغص إن
رمتها
وروى أحاديثًا معنعنة
زهت ... تحلو لسامعها إذا كررتها
وللإمام أبي الفتوح
العجلي:
صحيح البخاريّ يا ذا
الأدب ... قويّ المتون عليّ الرتب
قويم النظام بهيج
الرواء ... خطير يروج كنقد الذهب
فتبيانه موضح
المعضلات ...
وألفاظه نخبة للنخب
مفيد المعاني شريف
المعالي ...
رشيق أنيق كثير الشعب
سما عزّه فوق نجم
السماء ... فكل جميل به يجتلب
سناء منير كضوء الضحا
... ومتن مزيج لشوب الريب
كان البخاريّ في جمعه
... تلقى من المصطفى ما اكتتب
فلله خاطره إذ وعى ... وساق فرائده وانتخب
جزاه الإله بما يرتضي
... وبلغه عاليات القرب
ْولابن عامر الفضل بن
إسماعيل الجرجاني الأديب رحمه الله تعالى:
صحيح البخاريّ لو
أنصفوه ... لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى
والعمى ... هو السدّ دون العنا والعطب
أسانيد مثل نجوم
السماء ... أمام متون كمثل الشهب
به قام ميزان دين
النبي ... ودان له العجم بعد العرب
حجاب من النار لا شك
فيه ... يميز بين الرضا والغضب
وخير رفيق إلى
المصطفى ...
ونور مبين لكشف الريب
فيا عالمًا أجمع
العالمون ...
على فضل رتبته في الرتب
سبقت الأئمة فيما
جمعت ... وفزت على رغمهم بالقصب
نفيت السقيم من
الغافلين ...
ومن كان متهمًا بالكذب
وأثبت من عدّلته
الرواة ... وصحّت روايته في الكتب
وأبرزت في حسن ترتيبه
... وتبويبه عجبًا للعجب
فأعطاك ربك ما تشتهيه
... وأجزل حظك فيما يهب
وخصك في عرصات الجنان
... بخير يدوم ولا يقتضب
اغتنم في الفراغ فضل
ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير
سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلته
إن عشرت تفجع بالأحبة كلهم ... وبقاء نفسك لا أبا لك أفجع
No comments:
Post a Comment