RAMADAN
Saturday, July 16, 2022
New Psychiatric Disorders Appeared in Healthy Individuals Following Vaccination
Tuesday, July 5, 2022
من كتاب إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني رحمه الله 2
وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله
عنه أن رسول الله قال: "العلم ثلاثة آية محكمة أو سُنّة قائمة أو فريضة
عادلة وما سوى ذلك فهو فضل". رواه
أبو داود وابن ماجة.
وبيانه أن قوله آية محكمة يشتمل
على معرفة كتاب الله تعالى وما يتوقف عليه معرفته، لأن المحكمة هي التي أحكمت
عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه، فكانت أمّ الكتاب، فتحمل المتشابهات
عليها وترد إليها، ولا يتم ذلك إلا للماهر الحاذق في علم التفسير والتأويل، الحاوي
لمقدّمات يفتقر إليها من الأصلين وأقسام العربية
وقوله سُنّة
قائمة، معنى قيامها ثباتها ودوامها بالمحافظة عليها من قامت السوق إذا نفقت،
لأنها إذا حوفظ عليها كانت كالشيء النافق الذي تتوجّه إليه الرغبات ويتنافس فيه
المخلصون بالطلبات، ودوامها إما أن يكون بحفظ أسانيدها من معرفة أسماء الرجال
والجرح والتعديل، ومعرفة الأقسام من الصحيح والحسن والضعيف المتشعب منه أنواع
كثيرة، وما يتصل بها من المتممات مما يسمى علم الاصطلاح مما يأتي في الفصل الثالث
إن شاء الله تعالى. وإما أن يكون بحفظ متونها من التغيير والتبديل بالإتقان وتفهم
معانيها واستنباط العلوم منها كما سيأتي إن شاء الله تعالى في هذا الشرح بعون الله
سبحانه، لأن جلّها بل كلها من جوامع كلمه التي خصّ بها لا سيما هذه الكلمة الفاذّة
الجامعة مع قصر متنها وقرب طرفيها علوم الأوّلين والآخرين
. وقوله أو فريضة عادلة أي مستقيمة مستنبطة من الكتاب والسُّنة والإجماع.
وقوله: "وما سوى ذلك فهو فضل" أي لا مدخل له في أصل علوم الدين، بل ربما
يستعاذ منه حينًا كقوله: "أعوذ بك من علم لا ينفع"
ولله درّ أبي بكر
حميد القرطبيّ فلقد أحسن وأجاد حيث قال:
نور الحديث مبين فادن
واقتبس ... واحد الركاب له نحو الرضا
الندس
واطلبه بالصين فهو
العلم إن رفعت ... أعلامه برباها يا ابن الدلس
فلا تضعْ في سوى
تقييد شارده ...
عمرًا يفوتك بين اللحظ والنفس
وخل سمعك عن بلوى أخي
جدل ... شغل اللبيب بها ضرب من
الهوس
ما إن سمت بأبي بكر
ولا عمر ...
ولا أتت عن أبي هرّ ولا أنس
إلا هوى وخصومات
ملفقة ... ليست برطب إذا عدت ولا يبس
فلا يغرك من أربابها
هذر ... أجدى وجدك منها نغمة الجرس
أعرهم أذنًا صمًّا
إذا نطقوا ...
وكن إذا سألوا تعزى إلى خرس
ما العلم إلا كتاب
الله أو أثر ...
يجلو بنور هداه كل ملتبس
نور لمقتبس خير
لملتمس ... حمى لمحترس نعم لمبتئس
فاعكف ببابهما على
طلابهما ...
تمحو العمى بهما عن كل ملتمس
ورد بقلبك عذبًا من
حياضهما ...
تغسل بماء الهدى ما فيه من دنس
واقف النبيّ وأتباع
النبيّ وكن ... من
هديهم أبدًا تدنو إلى قبس
والزم مجالسهم واحفظ
مجالسهم ...
واندب مدارسهم بالأربع الدرس
واسلك طريقهم واتبع
فريقهم ... تكن رفيقهم في حضرة القدس
تلك السعادة إن تلمم بساحتها ... فحط رحلك قد عوفيت من تعس
من كتاب إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني رحمه الله
أعيى فحول العلم حل
رموز ما ...
أبداه في الأبواب من أسرار
فازوا من الأوراق منه
بما جنوا ...
منها ولم يصلوا إلى الأثمار
ما زال بكرًا لم يفض
ختامه ... وعراه ما حلّت عن الأزرار
حجبت معانيه التي
أوراقها ...
ضربت على الأبواب كالأستار
من كل باب حين يفتح
بعضه ... ينهار منه العلم كالأنهار
لا غرو أن أمسى
البخاري للورى ... مثل البحار لمنشأ الأمطار
خضعت له الأقران فيه إذ بدا ... خرّوا على الأذقان والأكوار
ما أحسن قول البرهان
القيراطي رحمه الله:
حدّث وشنف بالحديث
مسامعي ... فحديث من أهوى حليّ مسامعي
لله ما أحلى مكرره
الذي ... يحلو ويعذب في مذاق السامع
بسماعه نلت الذي
أملته ... وبلغت كل مطالبي ومطامعي
وطلعت في أفق السعادة
صاعدًا ... في خير أوقات وأسعد طالع
ولقد هديت لغاية
القصد التي ...
صحّت أدلته بغير ممانع
وسمعت نصًّا للحديث
معرفًا ... مما تضمنه كتاب الجامع
وهو الذي يتلى إذا
خطب عرا ...
فتراه للمحذور أعظم دافع
كم من يد بيضا حواها
طرسه ... تومي إلى طرق العلا بأصابع
وإذا بدا بالليل أسود
نقشه ... يجلو علينا كل بدر ساطع
ملك القلوب به حديث
نافع ... مما رواه مالك عن نافع
في سادة ما إن سمعت
بمثلهم ... من مسمع عالي السماع وسامع
وقراءة القاري له
ألفاظه ... تغريدها يزري بسجع الساجع
(وقول الآخر):
وفتى بخارا عند كل
محدّث ... هو في الحديث جهينة الأخبار
لكتابه الفضل المبين
لأنه ... أسفاره في الصبح كالأسفار
كم أزهرت بحديثه
أوراقه ... مثل الرياض لصاحب الأذكار
ألفاته مثل الغصون
إذا بدت ... من
فوقها الهمزات كالأطيار
بجوامع الكلم التي
اجتمعت به ...
متفرّقات الزهر والأزهار
وقول الشيخ أبي الحسن عليّ بن عبيد الله بن عمر الشقيع النابلسي:
ختم الصحيح بحمد ربي
وانتهى ... وأرى به الجاني تقهقر
وانتهى
فسقى البخاري جود جود
سحائب ... ما غابت الشعرى وما طلع
السها
الحافظ الثقة الإمام
المرتضى ... من
سار في طلب الحديث وما وهى
طلب الحديث بكل قطر
شاسع ... وروى عن الجم الغفير أُولي
النهى
ورواه خلق عنه
وانتفعوا به ...
وبفضله اعترف البرية كلها
بحر بجامعه الصحيح
جواهر ... قد غاصها فاجهد وغص إن
رمتها
وروى أحاديثًا معنعنة
زهت ... تحلو لسامعها إذا كررتها
وللإمام أبي الفتوح
العجلي:
صحيح البخاريّ يا ذا
الأدب ... قويّ المتون عليّ الرتب
قويم النظام بهيج
الرواء ... خطير يروج كنقد الذهب
فتبيانه موضح
المعضلات ...
وألفاظه نخبة للنخب
مفيد المعاني شريف
المعالي ...
رشيق أنيق كثير الشعب
سما عزّه فوق نجم
السماء ... فكل جميل به يجتلب
سناء منير كضوء الضحا
... ومتن مزيج لشوب الريب
كان البخاريّ في جمعه
... تلقى من المصطفى ما اكتتب
فلله خاطره إذ وعى ... وساق فرائده وانتخب
جزاه الإله بما يرتضي
... وبلغه عاليات القرب
ْولابن عامر الفضل بن
إسماعيل الجرجاني الأديب رحمه الله تعالى:
صحيح البخاريّ لو
أنصفوه ... لما خط إلا بماء الذهب
هو الفرق بين الهدى
والعمى ... هو السدّ دون العنا والعطب
أسانيد مثل نجوم
السماء ... أمام متون كمثل الشهب
به قام ميزان دين
النبي ... ودان له العجم بعد العرب
حجاب من النار لا شك
فيه ... يميز بين الرضا والغضب
وخير رفيق إلى
المصطفى ...
ونور مبين لكشف الريب
فيا عالمًا أجمع
العالمون ...
على فضل رتبته في الرتب
سبقت الأئمة فيما
جمعت ... وفزت على رغمهم بالقصب
نفيت السقيم من
الغافلين ...
ومن كان متهمًا بالكذب
وأثبت من عدّلته
الرواة ... وصحّت روايته في الكتب
وأبرزت في حسن ترتيبه
... وتبويبه عجبًا للعجب
فأعطاك ربك ما تشتهيه
... وأجزل حظك فيما يهب
وخصك في عرصات الجنان
... بخير يدوم ولا يقتضب
اغتنم في الفراغ فضل
ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير
سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلته
إن عشرت تفجع بالأحبة كلهم ... وبقاء نفسك لا أبا لك أفجع