قال سعيد بن المسيب: لا خير
فيمن لا يكسب المال ليكفَّ به وجهه، ويؤدِّي به أمانته، ويصل به رحمه.
قال محمود الوراق:
هاك الدّليل لمن أرا ... د غنىً يدوم بغير مال
وأراد عزَّاً لم توطِّ ... ده العشائر بالقتال
ومهابةً من غير سل ... لطانٍ وجاهاً في الرِّجال
فليعتصم دخوله ... في عزِّ طاعة ذي الجلال
وخروجه
من ذلَّة ال ...
معاصي له في كلِّ حال
قال محمود الوراق:
لبست صروف الدَّهر كهلاً وناشئاً ... وجرَّبت حالي على العسر
واليسر
فلم
أر بعد الدِّين خيراً من الغنى ... ولم أر بعد الكفر شراً من الفقر
وقال الخليل بن أحمد:
ما أسمج النُّسك بسأل ... وأقبح البخل بذي المال
من كان محتاجاً إلى أهله ... هان على ابن العمِّ والخال
ما وقع
الإنسان في ورطةٍ ... أزرى به من رقَّة الحال
وقال آخر:
تغرَّبت عن أهلي أؤمِّل ثروةً ... فلم أعط آمالي وطال
التَّغرُّب
فما
للفتى المحتال في الرِّزق حيلةٌ ... ولا لجدودٍ جدَّها الله مذهب
سل الله الإياب من المغيب ... فكم قد ردَّ مثلك من غريب
سلِّ
الهمَّ عنك بحسن ظنٍ ... ولا تيأس من الفرج القريب
أراد أعرابي السفر فقال لامرأته - وقيل
إنه الحطيئة -:
عدِّي الِّسنين لغيبتي وتصبَّري ... وذري الشُّهور فإنَّهنَّ
قصار
فأجابته:
اذكر صبابتنا إليك وشوقنا ... وارحم بناتك إنَّهنَّ صغار
فأقام
وترك سفره.
وقال آخر:
وقالت وعيناها تفيضان عبرةً ... أيا أملي خبِّر متى أنت
راجع
فقلت لها تالله يدري مسافرٌ ... إذا أضمرته الأرض ما الله
صانع
وقال آخر:
حتَّى متى أنا في حلٍّ وترحال ... وطول سعىٍ وإدبارٍ وإقبال
ونازح الدَّار لا أنفكُّ مغترباً ... عن الأحبَّة لا يدرون ما
حالي
بمشرق الأرض طوراً ثمَّ مغربها ... لا يخطر الموت من حرصي على
بالي
ولو قنعت أتاني الرِّزق في دعةٍ ... إنَّ القنوع الغنى لا كثرة
المال
أنشد الأصمعي لحاجب الفيل اليشكري:
لمَّا رأت بنتي بأنِّي مزمعٌ ... بترحُّلٍ من أرضها فمودِّع
ورأت ركابي قرِّبت لرحالها ... قالت وغرب العين منها يدمع
أبتا أتتركنا وتذهب تائهاً ... في الأرض تخفضك البلاد
وترفع
فيضيع صبيتك الّذين تركتهم ... بمضيمةٍ في المصر لم
يترعرعوا
فيهم صغيرٌ ليس ينفع نفسه ... وصغيرةٌ تبكي وطفلٌ يرضع
إنَّا سنرضى ما أقمت بعيشنا ... ما كان من شيءٍ نجوع ونشبع
والله يرزقنا فنرضى رزقه ... وكفى بحسن معيشة من يقنع
إنَّا إذا ما غبت عنَّا لم نجد ... ممَّا تخلَّف عندنا ما ينفع
تجفو موالينا ويعرض جارنا ... وقريبنا الأدنى يعزُّ ويقطع
ونخاف أن تلقاك وشك منيّةٍ ... فيصيبنا الأمر الجليل
المفظع
فنصير بعدك ليس يرفع بيتنا ... ويذلُّنا أعداؤنا ونضيَّع
هذا الرَّحيل وأمرنا ما قد ترى ... فمتى تؤوب إلى الصِّغار
وترجع
فخنقت من قول الصِّغار بعبرةٍ ... كاد الفؤاد لقولهم يتصدَّع
وأجبتها
صبراً بنيَّة واعلمي ... أن ليس يعدو يومه من يجزع
No comments:
Post a Comment