RAMADAN

Sunday, July 14, 2024

من كتاب باهر البرهان فى معانى مشكلات القرآن المؤلف: محمود بن أبي الحسن (علي) بن الحسين النيسابورىّ الغزنوي، أبو القاسم، الشهير بـ (بيان الحق)



خُلِقْتَ من التراب فَصِرْتَ شَخْصاً … يُنَادِي بالفَصِيح من الخطاب

وعدتَ إلى التُّرابِ فَصِرْتَ فيه … كأنك ما بَرِحْتَ من التراب

 

إذا [التِّسْعُونَ] أقْصَدَنِي سَراها … [وسَارَتْ] في المفاصِلِ والعِظَامِ

وصِرْتُ كأنني أقْتَادُ [عيراً] … وعاد الرَّأسُ منِّي كالثَّغَامِ

 

ولقد غَنَوْا فيها بأنْعَم عِيشَةٍ … في ظِلِّ مُلْكٍ ثَابتِ الأوْتَادِ

فإذا النَّعِيمُ وكلُّ ما [يُلهَي] به … يوْماً يَصِيرُ إلى بِلىً ونَفَادِ

 

يَؤَمِّلُ دُنيَا لِتَنقَى لَهُ … فوافَى المَنِيَّةَ دونَ الأَملْ

 

 

تَراه يُرَوِّي أُصُولَ الفَسِيلِ … فعاشَ الفَسيلُ وماتَ الرَّجُلْ

 

ما القلبُ إلَّا ما أَنشاهُ فِي حُجُبٍ … وحقُّهُ بِمُنَى تقوىَ وآمالِ

تَقوَى بَقلبِكَ أوطاراً وينْقُضُها … ُمقَلِّبُ القَلْبِ من حالٍ إلى حالِ

 

أقولُ والنّفْسُ سَكرَى في تحيّرِها … ياذَا المعارِج أِوْضِحْ كُلَّ مُشْتبَهِ

أَنْتَ الطَّبيبُ لأَدْوَاءِ القُلُوبِ فيَا … طَبِيبُها دَاوِ قلْبِي مِنْ تَقَلُّبِهِ

 

 

حَلفْتُ فلَم أَترُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً … ولَيْسَ وَراء اللهِ للمَرْءِ [مَذْهبُ]

لَئِنْ كُنت قَدْ بُلِّغْتَ [عَنِّي] خِيَانَةً … لَمُبلِغُكَ الَواشِي أَغَشُّ وأَكذَبُ

 

 

وَجَعُ المفَاصِلِ وهُوَ أَيْـ … ـسرُ ما لَقِيتُ مِن الأَذى

 [جَعَلَ الَّذِي] اسْتَحْسَنتُهُ … [واليَأْسُ مِنْ] حَظِّي كَذَا

والعُمرُ مثلُ الكَأسِ يَرْ … سبُ فِي أَواخِرِهـ[ـا] القَذَى

 

 

إذا أنت راودت البخيل رددته … إلى البخل واستمطرت غير مطير

متى تطلب المعروف في غير أهله … تجد مطلب المعروف غير [يسير]

 

 

ليهنك أني لم أجدلك عائباً … سوى حاسد والحاسدون كثير

وأنك مثل الغيث أما وقوعه … فخصب وأما ماؤه فطهور

 

أعمى إذا ما جارتي خرجت … حتى يواري جارتي الخدر

 [و] يصم عما كان بينهما … أذني وما بي غيره وقر

 

 

قال الحسن: "كأنك بالدنيا لم تكن، وبالآخرة لم تزل"

 

(كماء أنزلناه)

تمثيل الدنيا بالماء، من حيث إن أمورها في السيلان، ومن حيث إن قليلها كاف، وكثيرها إتلاف، ومن حيث اختلاف أحوال بنيها، كاختلاف ما ينبت بالماء من النبات 

No comments: