RAMADAN

Friday, July 6, 2012


- حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " ثُمَّ يَدْعُو (1) 1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو العالية: هو رفيع بن مِهران.

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورِ بن الْموصِلِي ثَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْوَكِيلِ أَنا أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان أَنا دعْلج بن أَحْمد ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى أَبُو عَلِيٍّ الْأَسدي ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ أَبُو عَلِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَن رَسُول الله كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ (لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْعَرْش الْعَظِيم ثمَّ يَدْعُو) // رَوَاهُ البُخَارِيّ // الترغيب في الدعاء والحث عليه لعبد الغني المقدسي

Thursday, June 14, 2012

الرؤيـــــــــــــــــــــــــــــــــا

من المكتبـــــــــــــــــة الشاملة سنن إبن ماجة - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعْبَرْ، فَإِذَا عُبِرَتْ وَقَعَتْ» . قَالَ: " وَالرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ - قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ - لَا يَقُصُّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ "
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي] [3914 - ش - (على رجل طائر) كأنها معلقة بطائر. هذا مثل. والمراد أنها لا تستقر قرارها. (تعبر) مشددا ومخففا. يقال عبر الرؤيا بالتخفيف والتشديد إذا فسرها. (إلا على واد) اسم فاعل من الود كالحب لفظا ومعنى. أي على حبيب. (ذي رأي) أي ذي لب.] [حكم الألباني]
من مشكل الآثار - حَدَّثَنَا بَكَّارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ حَدْسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ، فَإِذَا عُبِّرَتْ سَقَطَتْ وَلَا يَقُصُّهَا إلَّا عَلَى حَبِيبٍ، أَوْ لَبِيبٍ، أَوْ ذِي مَوَدَّةٍ " هَكَذَا حِفْظِي إيَّاهُ عَنْهُ، وَفِي كِتَابِي الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْهُ فِيهِ: " عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا وَقَعَتْ " قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ " لَا يُحَدِّثُ بِهَا إلَّا حِبًّا، أَوْ لَبِيبًا " [ص:164] فَسَأَلَ سَائِلٌ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ: " الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ " مَا هُوَ؟ فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الرُّؤْيَا قَبْلَ أَنْ تُعَبَّرَ مُعَلَّقَةً فِي الْهَوَاءِ غَيْرَ سَاقِطَةٍ، وَغَيْرَ عَامِلَةٍ شَيْئًا حَتَّى تُعَبَّرَ، فَإِذَا عُبِّرَتْ عَمِلَتْ حِينَئِذٍ وَذَكَرَهَا، بِأَنَّهَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ أَيْ أَنَّهَا غَيْرُ مُسْتَقِرَّةٍ، وَمِثْلُ ذَلِكَ قَوْلُ الرَّجُلِ: أَنَا عَلَى جَنَاحِ طَيْرٍ إذَا كَانَ فِي سَفَرٍ أَيْ أَنَّنِي غَيْرُ مُسْتَقِرٍّ حَتَّى أَخْرُجَ مِنْ سَفَرِي فَأَسْتَقِرَّ فِي مُقَامِي. فَقَالَ هَذَا الْقَائِلُ: فَقَدْ عَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ الظُّلَّةِ تِلْكَ الرُّؤْيَا الْمَذْكُورَةَ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا " فَكَانَ مَعْقُولًا أَنَّ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ خَطَأً غَيْرَ عَامِلٍ فِيمَا عَبَرَ مِنْ تِلْكَ الرُّؤْيَا مَا عَبَرَهُ مِنْهَا عَلَيْهِ. فَكَانَ جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْعِبَارَةَ إنَّمَا يَكُونُ عَمَلُهَا فِي الرُّؤْيَا إذَا عُبِّرَتْ بِهَا إنَّمَا تَكُونُ تَعْمَلُ إذَا كَانَتِ الْعِبَارَةُ صَوَابًا، أَوْ كَانَتِ الرُّؤْيَا تَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ اثْنَيْنِ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا أَوْلَى بِهَا مِنَ الْآخَرِ فَتَكُونُ مُعَلَّقَةً عَلَى الْعِبَارَةِ الَّتِي تَرُدُّهَا إلَى أَحَدِهِمَا حَتَّى تُعَبَّرَ عَلَيْهِ، وَتُرَدَّ إلَيْهِ فَتَسْقُطَ بِذَلِكَ وَتَكُونَ تِلْكَ الْعِبَارَةُ هِيَ عِبَارَتَهَا وَيَنْتَفِيَ عَنْهَا الْوَجْهُ الْآخَرَ الَّذِي قَدْ كَانَ مُحْتَمَلًا لَهَا، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ
سنن أبي داود - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ» قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ» __________ [حكم الألباني] : صحيح

Wednesday, May 2, 2012

أبيات ل إيليا أبو ماضي

قال : السماء كئيبة ، وتجهما
قلت : ابتسم يكفي التجهم في السما
قال : الصبا ولى فقلت له ابتسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال : التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها
قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟
قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها
قضّيت عمرك كله متألما
قال : التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة
لدم وتنفث كلما لهثت دما
قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها فإذا ابتسمت فربما ..
أيكون غيرك مجرما وتبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما
قال : العدى حولي علت صيحاتهم
أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟
قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمة
لو لم تكن منهم أجل وأعظما
قال : المواسم قد بدت أعلامها
وتعرضت لي في الملابس والدمى
وعلي للأحباب فرض لازم
لكنّ كفي ليس تملك درهما
قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل
حيا ولست من الأحبة معدما
قال : الليالي جرعتني علقما
قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
يا صاح لا خطر على شفتيك أن
تتثلما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى
متلاطم ولذا نحب الأنجما
قال : البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت : ابتسم مادام بينك والردى
شبر فإنك بعد لن تتبسما
فلسفة الحياة
إياهذا الشاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل رحيلا
وترى الشوك في الورد وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيلا من يظن الحياة عبء ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الحياة شيئاً جميلاً
أياهذا الشاكي وما بك داء فتمتع بالصبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا كن جميلاً ترى الوجود جميلا

Friday, March 30, 2012

ما أقرب قول بعض الناس اليوم بقول من سبق

وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
تفسير الجلالين
57 - (وقالوا) قومه (إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) ننتزع منها بسرعة قال تعالى (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى) يأمنون فيه من الاغارة والقتل الواقعين من بعض العرب على بعض (إليه) بالفوقانية والتحتانية (ثمرات كل شيء رزقا) من كل أوب (من) لهم (لدنا ولكن) عندنا (أكثرهم لا يعلمون وكم) أن ما نقوله حق
تفسير بن كثير
وقوله تعالى: "وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا" يقول تعالى مخبرا عن اعتذار بعض الكفار في عدم اتباع الهدى حيث قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا" أي نخشى إن اتبعنا ما جئت به من الهدى وخالفنا من حولنا من أحياء العرب المشركين أن يقصدونا بالأذى والمحاربة ويتخطفونا أينما كنا قال الله تعالى مجيبا لهم "أو لم نمكن لهم حرما آمنا" يعني هذا الذي اعتذروا به كذب وباطل لأن الله تعالى جعلهم في بلد أمين وحرم معظم آمن منذ وضع فكيف يكون هذا الحرم آمنا لهم في حال كفرهم وشركهم ولا يكون آمنا لهم وقد أسلموا وتابعوا الحق؟ وقوله تعالى: "يجبى إليه ثمرات كل شيء" أي من سائر الثمار مما حوله من الطائف وغيره وكذلك المتاجر والأمتعة "رزقا من لدنا" أي من عندنا "ولكن أكثرهم لا يعلمون" ولهذا قالوا ما قالوا وقد قال النسائي أنبأنا الحسن بن محمد حدثنا حجاج عن ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة قال: قال عمرو بن شعيب عن ابن عباس ولم يسمعه منه أن الحارث بن عامر بن نوفل الذي قال: "إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا".
التفسير الميسر
وقال كفار "مكة": إن نتبع الحق الذي جئتنا به, ونتبرأ من الأولياء والآلهة, نُتَخَطَّفْ من أرضنا بالقتل والأسر ونهب الأموال, أولم نجعلهم متمكنين في بلد آمن, حرَّمنا على الناس سفك الدماء فيه, يُجلب إليه ثمرات كل شيء رزقًا مِن لدنا؟ ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون قَدْر هذه النعم عليهم, فيشكروا مَن أنعم عليهم بها ويطيعوه.
ظلال القرآن
الدرس الرابع:57 - 61 أمن قريش في مكة ولفت نظرهم لمصارع السابقين والآن يجيء السياق إلى قولتهم التي قالوها للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] معتذرين عن اتباعه مخافة أن يفقدوا سلطانهم على قبائل العرب المجاورة , التي تعظم الكعبة , وتدين لسدنتها , وتعظم أصنامها , فتتخطفهم تلك القبائل , أو يتخطفهم أعداؤهم من وراء شبه الجزيرة دون أن تساندهم هذه القبائل . فيبين لهم أين يكون الأمن وأين يكون الخوف من واقعهم التاريخي , ومن حاضرهم الذي يشهدونه , بعدما أبان لهم في هذه السورة عن ذلك في قصة موسى وفرعون . ويجول معهم جولة في مصارع الغابرين تكشف لهم كذلك عن أسباب الهلاك الحقيقية ممثلة في البطر وقلة الشكر والتكذيب بالرسل والإعراض عن الآيات . ثم جولة أخرى أبعد تكشف عن حقيقة القيم وتبدو فيها ضآلة الحياة الدنيا كلها ومتاعها إلى جوار ما عند الله . (وقالوا:إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا . أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ? ولكن أكثرهم لا يعلمون . وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها , فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا , وكنا نحن الوارثين . وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا , وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون . وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها , وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون ? أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ?). . إنها النظرة السطحية القريبة , والتصور الأرضي المحدود , هو الذي أوحى لقريش وهو الذي يوحي للناس أن اتباع هدى الله يعرضهم للمخافة , ويغري بهم الأعداء , ويفقدهم العون والنصير , ويعود عليهم بالفقر والبوار: (وقالوا:إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا). . فهم لا ينكرون أنه الهدى , ولكنهم يخافون أن يتخطفهم الناس . وهم ينسون الله , وينسون أنه وحده الحافظ , وأنه وحده الحامي ; وأن قوى الأرض كلها لا تملك أن تتخطفهم وهم في حمى الله ; وأن قوى الأرض كلها لا تملك أن تنصرهم إذا خذلهم الله . ذلك أن الإيمان لم يخالط قلوبهم , ولو خالطها لتبدلت نظرتهم للقوى , ولاختلف تقديرهم للأمور , ولعلموا أن الأمن لا يكون إلا في جوار الله , وأن الخوف لا يكون إلا في البعد عن هداه . وأن هذا الهدى موصول بالقوة موصول بالعزة ; وأن هذا ليس وهما وليس قولا يقال لطمأنة القلوب . إنما هو حقيقة عميقة منشؤها أن اتباع هدى الله معناه الاصطلاح مع ناموس الكون وقواه , والاستعانة بها وتسخيرها في الحياة . فالله خالق هذا الكون ومدبره وفق الناموس الذي ارتضاه له . والذي يتبع هدى الله يستمد مما في هذا الكون من قوى غير محدودة , ويأوي إلى ركن شديد , في واقع الحياة . إن هدى الله منهج حياة صحيحة . حياة واقعة في هذه الأرض . وحين يتحقق هذا المنهج تكون له السيادة الأرضية إلى جانب السعادة الأخروية وميزته أنه لا انفصال فيه بين طريق الدنيا وطريق الآخرة ; ولا يقتضي إلغاء هذه الحياة الدنيا أو تعطيلها ليحقق أهداف الحياة الآخرة . إنما هو يربطهما معا برباط واحد:صلاح القلب وصلاح المجتمع وصلاح الحياة في هذه الأرض . ومن ثم يكون الطريق إلى الأخرة . فالدنيا مزرعة الآخرة , وعمارة جنة هذه الأرض وسيادتها وسيلة إلى عمارة جنة الآخرة والخلود فيها . بشرط اتباع هدى الله . والتوجه إليه بالعمل والتطلع إلى رضاه . وما حدث قط في تاريخ البشرية أن استقامت جماعة على هدى الله إلا منحها القوة والمنعة والسيادة في نهاية المطاف ; بعد إعدادها لحمل هذه الأمانة . أمانة الخلافة في الأرض وتصريف الحياة . وإن الكثيرين ليشفقون من اتباع شريعة الله والسير على هداه . يشفقون من عداوة أعداء الله ومكرهم , ويشفقون من تألب الخصوم عليهم , ويشفقون من المضايقات الاقتصادية وغير الاقتصادية ! وإن هي إلا أوهام كأوهام قريش يوم قالت لرسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]: (إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا). فلما اتبعت هدى الله سيطرت على مشارق الأرض ومغاربها في ربع قرن أو أقل من الزمان . وقد رد الله عليهم في وقتها بما يكذب هذا العذر الموهوم . فمن الذي وهبهم الأمن ? ومن الذي جعل لهم البيت الحرام ? ومن الذي جعل القلوب تهوى إليهم تحمل من ثمرات الأرض جميعا ? تتجمع في الحرم من كل أرض , وقد تفرقت في مواطنها ومواسمها الكثيرة: )أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ?). . فما بالهم يخافون أن يتخطفهم الناس لو اتبعوا هدى الله , والله هو الذي مكن لهم هذا الحرم الآمن منذ أيام أبيهم إبراهيم ? أفمن أمنهم وهم عصاة , يدع الناس يتخطفونهم وهم تقاة ?! )ولكن أكثرهم لا يعلمون). . لا يعلمون أين يكون الأمن وأين تكون المخافة . ولا يعلمون أن مرد الأمر كله لله .
السعدي
يخبر تعالى أن المكذبين من قريش وأهل مكة، يقولون للرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا } بالقتل والأسر ونهب الأموال، فإن الناس قد عادوك وخالفوك، فلو تابعناك لتعرضنا لمعاداة الناس كلهم، ولم يكن لنا بهم طاقة. وهذا الكلام منهم، يدل على سوء الظن باللّه تعالى، وأنه لا ينصر دينه، ولا يعلي كلمته، بل يمكن الناس من أهل دينه، فيسومونهم سوء العذاب، وظنوا أن الباطل سيعلو على الحق. قال اللّه مبينا لهم حالة هم بها دون الناس وأن اللّه اختصهم بها، فقال: { أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا } أي: أولم نجعلهم متمكنين [ممكنين] في حرم يكثره المنتابون ويقصده الزائرون، قد احترمه البعيد والقريب، فلا يهاج أهله، ولا ينتقصون بقليل [ولا كثير]. والحال أن كل ما حولهم من الأماكن، قد حف بها الخوف من كل جانب، وأهلها غير آمنين ولا مطمئنين، فَلْيَحْمَدُوا ربهم على هذا الأمن التام، الذي ليس فيه غيرهم، وعلى الرزق الكثير، الذي يجيء إليهم من كل مكان، من الثمرات والأطعمة والبضائع، ما به يرتزقون ويتوسعون. ولْيَتَّبِعُوا هذا الرسول الكريم، ليتم لهم الأمن والرغد.
القرطبي
[ ص: 601 ] يقول تعالى ذكره : وقالت كفار قريش : إن نتبع الحق الذي جئتنا به معك ، ونتبرأ من الأنداد والآلهة ، يتخطفنا الناس من أرضنا بإجماع جميعهم على خلافنا وحربنا ، يقول الله لنبيه : فقل : ( أولم نمكن لهم حرما ) يقول : أولم نوطئ لهم بلدا حرمنا على الناس سفك الدماء فيه ، ومنعناهم من أن يتناولوا سكانه فيه بسوء ، وأمنا على أهله من أن يصيبهم بها غارة ، أو قتل ، أو سباء . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، أن الحارث بن نوفل ، الذي قال : ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) وزعموا أنهم قالوا : قد علمنا أنك رسول الله ، ولكنا نخاف أن نتخطف من أرضنا ، ( أولم نمكن لهم ) الآية . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) قال : هم أناس من قريش قالوا لمحمد : إن نتبعك يتخطفنا الناس ، فقال الله : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء ) . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( ويتخطف الناس من حولهم ) : قال : كان يغير بعضهم على بعض . وبنحو الذي قلنا في معنى قوله : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا ) قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) قال الله : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء ) يقول : أولم يكونوا آمنين في حرمهم لا يغزون فيه ولا يخافون ، يجبى إليه ثمرات كل شيء . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال ثني أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة ( أولم نمكن لهم حرما آمنا ) قال : كان أهل الحرم آمنين يذهبون حيث شاءوا ، إذا [ ص: 602 ] خرج أحدهم فقال : إني من أهل الحرم لم يتعرض له ، وكان غيرهم من الناس إذا خرج أحدهم قتل . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا ) قال : آمناكم به ، قال هي مكة ، وهم قريش . وقوله : ( يجبى إليه ثمرات كل شيء ) يقول يجمع إليه ، وهو من قولهم : جبيت الماء في الحوض : إذا جمعته فيه ، وإنما أريد بذلك : يحمل إليه ثمرات كل بلد . كما حدثنا أبو كريب ، قال ثنا ابن عطية ، عن شريك ، عن عثمان بن أبي زرعة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في ( يجبى إليه ثمرات كل شيء ) قال : ثمرات الأرض . وقوله : ( رزقا من لدنا ) يقول : ورزقا رزقناهم من لدنا ، يعني : من عندنا ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) يقول تعالى ذكره : ولكن أكثر هؤلاء المشركين القائلين لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) لا يعلمون أنا نحن الذين مكنا لهم حرما آمنا ، ورزقناهم فيه ، وجعلنا الثمرات من كل أرض تجبى إليهم ، فهم بجهلهم بمن فعل ذلك بهم يكفرون ، لا يشكرون من أنعم عليهم بذلك .