مقتطفات من كتاب القرآن تدبر وعمل {7} سورة الشعراء و سورة النمل
«تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن» (ص589): سورة الشعراء
«{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}» أعاد الباري تعالى، قصة موسى وثناها في القرآن،
ما لم يثن غيرها، لكونها مشتملة على حكم عظيمة، وعبر وفيها نبأه مع الظالمين والمؤمنين،
وهو صاحب الشريعة الكبرى، وصاحب التوراة أفضل الكتب بعد القرآن
«تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ» (10/ 339):
«{قَال رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي
وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ
فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14) }»
هذه أعذار سأل من الله إزاحتها عنه، كما قال في سورة طه: {قَال رَبِّ اشْرَحْ
لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي
(27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي
(30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَي نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا
(33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَال قَدْ أُوتِيتَ
سُؤْلَكَ يَامُوسَى}.
«تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ» (10/ 342):
«{قَال لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}» لما غُلب فرعون وانقطعت حجته، عدل إلى استعمال
جاهه وقوته وسلطانه، واعتقد أن ذلك نافع له ونافذ في موسى عليه السلام فقال ما أخبر
الله تعالى عنه
«تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ» (10/ 342/343):
«{قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
(36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ}، [أي: أخره وأخاه حتى تجمع له من مدائن مملكتك
وأقاليم دولتك كل سحار[» وكان هذا من تسخير الله تعالى لهم في ذلك، ليجتمع
الناس في صعيد واحد، ولتظهر آيات الله وحججه وبراهينه على الناس في النهار جهرة.
«نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» (14/ 33):
«{بعزة فرعون} مؤكدين بأنواع التأكيد {إنا لنحن} أي خاصة لا نستثني
{الغالبون*} قول واثق من نفسه مزمع على أن لا يدع باباً من السحر يعرفه إلا أتى به،
فكل من حلف بغير الله كأن يقول: وحياة فلان، وحق رأسه - ونحو ذلك، فهو تابع لهذه الجاهليه.»
«تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ» (10/ 360/361):
«قال الله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ}. أي: فاستمرواه
على تكذيب نبي الله هود ومخالفته وعناده، فأهلكهم الله. وقد بين سبب إهلاكه إياهم في
غير موضع من القرآن بأنه أرسل عليهم ريحًا
صرصرًا عاتية، أي: ريحًا شديدة الهبوب، ذات برد شديد جدا، فكان إهلاكهم من جنسهم، فإنهم
كانوا أعتى شيء وأجبرَه، فسلط الله عليهم ما هو أعتى منهم وأشد قوة.
«تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ» (10/ 368/369):
«قال تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ
إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}. وهذا من جنس ما سألوا من إسقاط الكسَف عليهم؛
فإن الله سبحانه وتعالى جعل عقوبتهم أن أصابهم حر شديد جدَّا مدة سبعة أيام لا يَكُنهم
(*) منه شيء، ثم أقبلت إليهم سحابة أظلتهم فجعلوا ينطلقون إليها يستظلون بظلها من الحر،
فلما اجتمعوا تحتها أرسل الله تعالى عليهم منها شررًا من نار ولهبًا ووهجًا عطيمًا،
وَرَجفت بهم الأرض، وجاءتهم صيحة عظيمة أزهقت أرواحهم، ولهذا قال: {إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ
يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
وقد ذكر الله تعالى صفة إهلاكهم في ثلاثة مواطن، كل موطن بصفة تناسب ذلك السياق،
ففي الأعراف ذكر أنه أخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين، وذلك لأنهم قالوا: {لَنُخْرِجَنَّكَ
يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا}
فأرجفوا بنبي الله ومن اتبعه، فأخذتهم الرجفة. وفي سورة هود قال: {وَأَخَذَتِ الَّذِينَ
ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} وذلك لأنهم استهزءوا بنبي الله في قولهم: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ
أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ
نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}. قالوا
ذلك على سبيل التهكم والازدراء، فناسب أن تأتيهم صيحة تسكتهم، فقال: {[وأخذت الذين
ظلموا] الصيحة}. وها هنا قالوا: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ
كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}. على وجه التعنت والعناد، فناسب أن يحق عليهم ما استبعدوا
وقوعه: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
قال قتادة: قال عبد الله بن [عمرو]رضي الله عنه: إن الله سلط عليهم الحر سبعة
أيام حتى ما يظلهم منه شيء، ثم إن الله أنشأ لهم سحابة، فانطلق إليها أحدهم واستظل
بها، فأصاب تحتها بردًا وراحة، فأعلم بذلك قومه، فأتوها جميعًا فاستظلوا تحتها، فأجّجَتْ
عليهم نارًا.»
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: بعث الله إليهم الظلة، حتى إذا اجتمعوا كلّهم
كشف الله عنهم الظلة، وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلَى.
وقال محمد بن كعب القُرظي: إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب: أخذتهم
الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها، فلما خرجوا منها أصابهم فزع شديد، فَفَرَقُوا أن يدخلوا
إلى البيوت فتسقط عليهم، فأرسل الله عليهم الظلة، فدخل تحتها رجل فقال: ما رأيت كاليوم
ظلا أطيب ولا أبرد [من هذا]، هلموا أيها الناس. فدخلوا جميعًا تحت الظلة، فصاح فيهم
صيحة واحدة، فماتوا جميعًا. ثم تلا محمد بن كعب: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ
إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
«تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن» (ص600): سورة النمل
«{هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} أي: تهديهم إلى سلوك الصراط المستقيم وتبين
لهم ما ينبغي أن يسلكوه أو يتركوه، وتبشرهم بثواب الله المرتب على الهداية لهذا الطريق.
ربما قيل: لعله يكثر مدعو الإيمان فهل يقبل من كل أحد ادعى أنه مؤمن ذلك؟ أم
لا بد لذلك من دليل؟ وهو الحق فلذلك بين تعالى صفة المؤمنين فقال: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ} فرضها ونفلها فيأتون بأفعالها الظاهرة، من أركانها وشروطها وواجباتها بل
ومستحباتها، وأفعالها الباطنة وهو الخشوع الذي روحها ولبها باستحضار قرب الله وتدبر
ما يقول المصلي ويفعله.
{وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} المفروضة لمستحقيها. {وَهُمْ بِالآخِرَةِ
هُمْ يُوقِنُونَ} أي: قد بلغ معهم الإيمان إلى أن وصل إلى درجة اليقين وهو العلم التام
الواصل إلى القلب الداعي إلى العمل. ويقينهم بالآخرة يقتضي كمال سعيهم لها، وحذرهم
من أسباب العذاب وموجبات العقاب وهذا أصل كل خير.»
«تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن» (13/ 161):
يَا مُوسى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَاّ
مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) «هَذِهِ
سَبِيلُ الْعُلَمَاءِ بِاللَّهِ عز وجل أَنْ يَكُونُوا خَائِفِينَ مِنْ مَعَاصِيهِمْ
وَجِلِينَ، وَهُمْ أَيْضًا لَا يَأْمَنُونَ أَنْ يَكُونَ قد بقي من أشراط التوبة شي
لَمْ يَأْتُوا بِهِ، فَهُمْ يَخَافُونَ مِنَ الْمُطَالَبَةِ بِهِ»
«تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ» (10/ 395):
«{وَلَقَدْ آتَينَا دَاوُودَ وَسُلَيمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}»
وهذا عنوان سعادة العبد أن يكون شاكرا لله على نعمه الدينية والدنيوية وأن يرى جميع النعم من ربه، فلا يفخر بها ولا يعجب بها بل يرى أنها تستحق عليه شكرا كثيرا
«تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن» (13/ 178):
«وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ
كانَ مِنَ الْغائِبِينَ » فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى تَفَقُّدِ الْإِمَامِ
أَحْوَالَ رَعِيَّتِهِ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِمْ. فَانْظُرْ إِلَى الْهُدْهُدِ
مَعَ صِغَرِهِ كَيْفَ لَمْ يَخْف عَلَى سُلَيْمَانَ حَالُهُ، فَكَيْفَ بِعِظَامِ الْمُلْكِ.
وَيَرْحَمُ اللَّهُ عُمَرَ فَإِنَّهُ كَانَ عَلَى سِيرَتِهِ، قَالَ: لَوْ أَنَّ سَخْلَةً
عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ أَخَذَهَا الذِّئْبُ لَيُسْأَلُ عَنْهَا عُمَرُ. فَمَا ظَنُّكَ
بِوَالٍ تَذْهَبُ عَلَى يَدَيْهِ الْبُلْدَانُ، وَتَضِيعُ الرَّعِيَّةُ وَيَضِيعُ الرُّعْيَانُ.
«نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» (14/ 153):
{وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيطَانُ أَعْمَالهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} أي: عن طريق الحق،
{فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}.
وقوله: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} [معناه: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ
أَعْمَالهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا
لِلَّهِ}
«أي يعبدوا الذي له الكمال كله بالسجود الذي هو محل الإنس، ومحط القرب،
ودارة المناجاة، وآية المعافاة، فإنهم لو سجدوا له سبحانه لاهتدوا، فإن الصلاة تنهى
عن الفحشاء والمنكر، ففات الشيطان ما يقصده منهم من الضلال»
«تفسير ابن كثير
- ط أولاد الشيخ» (10/ 405):
«{وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ
الْمُرْسَلُونَ} أي: سأبعث إليه بهدية تليق به، وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك، فلعله
يقبل ذلك ويكف عنا، أو يضرب علينا خَرَاجًا نحمله إليه في كل عام، ونلتزم له بذلك ويترك
قتالنا ومحاربتنا. قال قتادة: رحمها الله ورضي عنها، ما كان أعقَلَهَا في إسلامها وفي
شركِهَا!! علمت أن الهدية تقع موقعًا من الناس.
[وقال] ابن عبَّاس وغير واحد: قالت لقومها: إن قَبِلَ الهدية فهو ملك
فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه.»
«تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن» (13/ 198):
«فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ
خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ»
«وَإِنَّمَا جَعَلَتْ بِلْقِيسُ قَبُولَ الْهَدِيَّةِ أَوْ رَدَّهَا عَلَامَةً
عَلَى مَا فِي نَفْسِهَا، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ كَوْنِ سُلَيْمَانَ مَلِكًا أَوْ
نَبِيًّا، لِأَنَّهُ قَالَ لَهَا فِي كِتَابِهِ:" أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ" وَهَذَا لَا تُقْبَلُ فِيهِ فِدْيَةٌ، وَلَا يُؤْخَذُ عَنْهُ هَدِيَّةٌ،
وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْبَابِ الَّذِي تَقَرَّرَ فِي الشَّرِيعَةِ عَنْ قَبُولِ الْهَدِيَّةِ
بِسَبِيلٍ، وَإِنَّمَا هِيَ رِشْوَةٌ وَبَيْعُ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ، وَهِيَ الرِّشْوَةُ
الَّتِي لَا تَحِلُّ. وَأَمَّا الْهَدِيَّةُ الْمُطْلَقَةُ لِلتَّحَبُّبِ وَالتَّوَاصُلِ
فَإِنَّهَا جَائِزَةٌ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، وهذا ما لم يكن من مشرك.»
«تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن» (ص605):
«{قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}
أي: ليختبرني بذلك. فلم يغتر عليه السلام بملكه وسلطانه وقدرته كما هو دأب الملوك الجاهلين،
بل علم أن ذلك اختبار من ربه فخاف أن لا يقوم بشكر هذه النعمة، ثم بين أن هذا الشكر
لا ينتفع الله به وإنما يرجع نفعه إلى صاحبه فقال: {وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ
لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} غني عن أعماله كريم كثير
الخير يعم به الشاكر والكافر، إلا أن شكر نعمه داع للمزيد منها وكفرها داع لزوالها»
«تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن» (13/ 214):
«قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ» أي تشاءمنا. والشؤم النحس. ولا شي أَضَرَّ بِالرَّأْيِ
وَلَا أَفْسَدَ لِلتَّدْبِيرِ مِنَ اعْتِقَادِ الطِّيَرَةِ. وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ خُوَارَ
بَقَرَةٍ أَوْ نَعِيقَ غُرَابٍ يَرُدُّ قَضَاءً، أَوْ يَدْفَعُ مَقْدُورًا فَقَدْ جَهِلَ.
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
طِيَرَةُ الدَّهْرِ لَا تَرُدُّ قَضَاءً … فَاعْذُرِ الدَّهْرَ لَا تَشُبْهُ
بِلَوْمِ
أَيُّ يَوْمٍ يَخُصُّهُ بِسُعُودٍ … وَالْمَنَايَا يَنْزِلْنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ
لَيْسَ يَوْمٌ إِلَّا وَفِيهِ سُعُودٌ … وَنُحُوسٌ تَجْرِي لِقَوْمٍ فَقَوْمِ
«تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن» (ص606):
«{اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} زعموا -قبحهم الله- أنهم لم يروا
على وجه صالح خيرا وأنه هو ومن معه من المؤمنين صاروا سببا لمنع بعض مطالبهم الدنيوية،
فقال لهم صالح: {طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} أي: ما أصابكم إلا بذنوبكم، {بَلْ أَنْتُمْ
قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} بالسراء والضراء والخير والشر لينظر هل تقلعون وتتوبون أم لا؟
فهذا دأبهم في تكذيب نبيهم وما قابلوه به.»
«تفسير ابن كثير - ط أولاد الشيخ» (10/ 418):
«{فَأَنْجَينَاهُ وَأَهْلَهُ إلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}،
أي: من الهالكين مع قومها، لأنها كانت ردءًا لهم على دينهم، وعلى طريقتهم في رضاها
بأفعالهم القبيحة، فكانت تدل قومها على ضيفان لوط، ليأتوا إليهم، لا أنها كانت تفعل
الفواحش تكرمة لنبي الله صلى الله عليه وسلم لا كرامة لها»
No comments:
Post a Comment