من فوائد ولطائف سورة يوسف
قوة توكل قلب (يعقوب عليه السلام) لم تمنعه من الأخذ بالأسباب، لما خاف على أولاده الحسد فقال {لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ}.
كلما زاد البلاء على (يعقوب عليه السلام) لما أخبروه بفقد (بنيامين)، زاد حسن ظنه بربه، ويقينه بقرب الفرج، قال: {عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}.
قال تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ}.
تأمل: لم يصرحن باسمها، ولكن أضفنها إلى زوجها، لأنهن يُرِدْن إشاعة الخبر، والنفس إلى سماع أخبار أصحاب المكانة أَمْيل.
قال تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}.
سبحان الله ... الرجل يحب أن يكون ولده خيراً منه، والأخ لا يحب ذلك لأخيه.
قال تعالى: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}.
لم يقل (سيدهما)، بل (سيدها)؛ لأن يوسف عليه السلام (مسلم)، والعزيز (كافر)، ولا تكون أبداً السيادة للكافر على المسلم.
طلب العفو من الشباب أسهل منه عند الشيوخ:
ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم، قال {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}، ولما طلبوا من يعقوب قال {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}
قال تعالى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ ... }.
تأمل أنه لم يذكر (إخراجه من الجُب)؛ لأن في ذكره توبيخاً وتقريعاً لإخوته، فترك ذلك وذكر السجن، وهذا من عظيم خُلُقِه (عليه السلام)
No comments:
Post a Comment