RAMADAN

Monday, March 8, 2021

من كتاب: أول مرة أتدبر القرآن جمع وإعداد: عادل محمد خليل قدم له: فهد سالم الكندري، د. محمد الحمود النجدي، د. عبدالمحسن زبن المطيري


سورة التوبة

السورة (مدنية) عدد آياتها (129).

أسماء السورة المباركة:

التوبة - براءة - المُقشْقِشة - الفاضحة - المُبعثِرة - البحوث - المُدمْدِمة.

مناسبة التسمية:

التوبة: لكثرة ما ذكر فيها من الدعوة إلى التوبة والأمر بها والحض عليها. وأن التوبة أحب إلى الله سبحانه من تعذيب عباده.

براءة: لأنها بدأت بالبراءة من المشركين.

المُقشْقِشة: المُخلِّصة لأنها تخلص صاحبها من النفاق والشرك.

الفاضحة: لأنها فضحت المنافقين.

المُبعثِرة: بعثرت مساوئهم.

البحوث: لأنها بحثت في قلوب المنافقين والمشركين وأخرجت ما فيها.

المُدمْدِمة: أي المهلكة - لأنها كانت سببًا في هلاك المشركين.

مما جاء في فضلها:

قال صلى الله عليه وسلم: (من أخذ السبع الطوال فهو حَبْرٌ) رواه أحمد (الصحيحة: 2305).

والسبع الطوال هن: البقرة - آل عمران - النساء - المائدة -الأنعام - الأعراف - (التوبة).

موافقة أول السورة لآخرها:

- بدأت السورة بالبراءة من المشركين وبقتال الذين تولوا منهم واستحقوا القتال.

{بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ (1)}

{فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)}.

- وخُتمت بالإعراض عن المشركين , الذين تولوا , ولم يستحقوا القتال والاستعانة عليهم بالله تعالى: {فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)}.

وذلك لبيان عَدل الإسلام في التعامل مع المشركين.

المحور الرئيسي للسورة:

البراءة من المشركين، وفتح باب التوبة للجميع.

مواضيع السورة المباركة:

 العلاقة بين المسلمين والمشركين، وذلك في ترتيب وسياق رائع:

التبرؤ منهم قلبياً ومما يعتقدون {1}.

وفاء العهود التي بيننا وبينهم {4 , 7}.

دعوتهم إلى الحق، واستغلال وتحُّين الفرص لذلك {6}.

قتال المعاندين منهم، الذين يصدون عن سبيل الله {12 , 14}

اعطاء الأمان لمن طلبه منهم {6}.

ترك قتال من خضع للمسلمين، وإن لم يؤمن، والكف عنهم {29 , 129}.

أهمية الجهاد في سبيل الله والترغيب فيه , والترهيب من التثاقل عنه. {38 , 39}

جُرم النفاق والمنافقين وفضح صفاتهم ودسائسهم.

بيان مصارف الزكاة وهي أحد أعمدة الجهاد {60}.

البيعة مع الله تعالى لتحقيق مقصد الخلافة، وإعلاء دينه سبحانه {111}.

لطائف وفوائد حول السورة المباركة:

 جاءت هذه السورة المباركة في ترتيب المصحف بعد الأنفال (غزوة بدر) مع أن وقت نزولها بعد (غزوة تبوك) ... وذلك ليتأمل القارئ الفرق بين الغزوتين , وأسباب النصر فيها.

 - بالرغم من أن السورة مليئة بالتهديد والوعيد الشديد للكفار والمنافقين , إلا أنها فتحت باب التوبة لهم.

 وردت لفظه (التوبة) ومشتقاتها (17) مرة لتكون بذلك أكثر سورة في القرآن تضمنت هذه اللفظة، للدلالة على سعة رحمة الله بعبادة.

 فتحت السورة المباركة باب التوبة للجميع من خلال آياتها:

توبة المشركين المحاربين {5، 10، 11, 15}.

توبة المؤمنين المتخاذلين {24 , 27}.

التوبة من عدم التوكل على الله {27}.

توبة المنافقين والمرتدين {74}.

توبة المترددين {102}.

توبة الله على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام {117}.

توبة المتخلفين عن الغزو {118}.

 كانت سورة التوبة آخر ما نزل كاملاً على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع , والتوبة لا تفارق العبد في طريقه إلى الله , فهي معه ويحتاجها في أول طريقه، وفي أوسط طريقه , وفي آخر طريقه إلى الله , فسبحان الله التواب الرحيم.

 قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.

قدم الله تعالى الأنفس على الأموال هنا , لأن الأنفس هي المشتراة وهي أساس العقد، والمال تَبعٌ لها، فإذا مَلكت النفس مَلكت مالَها. (ابن القيم / التفسير القيم بتصرف يسير).

 - قال تعالى: {إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ}: من تهاون

بأمر الله إذا حضر وقته، عاقبه الله بعدم التوفيق لمرضاته بعد ذلك.

  لماذا لا يوجد (بسم الله الرحمن الرحيم) في بداية السورة؟

سأل ابن عباس (رضي الله عنهما) هذا السؤال لعثمان بن عفان (رضي الله

عنه) فقال له: " إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الشيء، يدعو بعض من

يكتب عنده، فيقول: ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا، وكانت

(الأنفال) من أول ما نزل بالمدينة، و (براءة) من آخر القرآن، وكانت قصتها

شبيهة بقصتها، وقُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبيِّن لنا أنها منها، فظننت أنها، منها

فَمِن ثَمَّ قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) ". رواه

الترمذي والنسائي والحاكم (مرقاة المصابيح: 2222).

* * *

 

No comments: