RAMADAN

Monday, April 25, 2016

قصيدة لطرفة بن العبد

1
وقالوا  لِمَيْتٍ  ماتَ  ما   كان   داؤُهُ   ***   فقلتُ   لهمْ    مَيْتٌ    أَتَاهُ    نِسَاؤُهُ
  2
ولو ماتَ مِن شيءٍ سوى الحبِّ مَيِّتٌ   ***   لأصبحَ في الموتى  مِن  الحبِّ  دَاؤُهُ
  3
صَباحُ  الفتى   يَنْعَى   إليه   شَبَابَهُ   ***   وما   زالَ    يَنْعَاهُ    إليه    مَسَاؤُهُ
  4
وَيَبْكِي  على  الموتى  وَيَتْرُكُ   نَفْسَهُ   ***   ويَزْعُمُ  أَنْ   قدْ   قلَّ   عنه   عَنَاؤُهُ
  5
ولو  كان  ذا  عَقْلٍ   وحُرْمٍ   لِنَفْسِهِ   ***   لطالَ   بلا    شَكٍّ    عليها    بُكَاؤُهُ
  6
إذا  قَلَّ   ماءُ   الوجهِ   قَلَّ   حَيَاؤُهُ   ***   ولا  خيرَ  في  وَجْهٍ  إذا   قَلَّ   مَاؤُهُ
  7
حَيَاؤُكَ    فَاحْفَظْهُ    عليكَ     فإنما   ***   يَدُلُّ   على   وَجْهِ   الكريمِ    حَيَاؤُهُ
  8
وَيُظْهِرُ عَيبَ المَرءِ في الناسِ  بُخْلُه   ***   وَيَستُرُه    عَنهُمْ    جَميعًا    سَخاؤُهُ
  9
تَغطَّ    بِأَثوابِ    السَخاءِ     فَإِنَّني   ***   أرى  كل   عَيب   وَالسَخاءُ   غِطَاؤُهُ
  10
وَلَن  يَهلكَ  الإنسانُ  إِلا   إذا   أتى   ***   مِن  الأَمرِ  ما  لَم  يَرْضَهُ   نُصَحَاؤُهُ
  11
وَأَوْجِزْ  إذا   ما   قلتَ   قولاً   فإنه   ***   إذا  قَلّ   قولُ   المرء   قلَّ   خَطَاؤُهُ
  12
وَقارِنْ   إذا   قارَنتَ    حرًّا    فَإِنَّما   ***   يَزينُ    وَيُزري     بِالفَتى     قُرناؤُهُ
  13
وَجَالِسْ رجالَ  الفضلِ  والبرِّ  والتّقى   ***   فَزَيْنُ  الفتى   في   قَوْمِهِ   جُلَسَاؤُهُ
  14
إذا   قلَّ   مالُ   المرءِ   قلَّ   بَهَاؤُهُ   ***   وضاقتْ   عليه    أَرْضُهُ    وسماؤُهُ
  15
وأصبحَ  لا  يدري  وإنْ  كان  حازِمًا   ***   أَقُدَّامُه    خيرٌ    له    أم     وراؤُهُ
  16
ولم يمشِ في وجهٍ مِن الأرضِ واسِعٍ   ***   مِن الناسِ  إلا  ضاقَ  عنه  فَضَاؤُهُ
  17
فإنْ  غابَ  لم  يَشْتَقْ  إليه  صَديقُهُ   ***   وإنْ  آبَ  لم   يفرحْ   به   أَصْفِياؤُهُ
  18
وإنْ  ماتَ  لم   يَفْقِدْ   وَليٌّ   ذَهَابَهِ   ***   وإنْ عاشَ  لم  يَسْرُرْ  صديقًا  لِقَاؤُهُ
  19
إذا  تم  عقلُ   المرءِ   تمتْ   أمورُهُ   ***   وتمتْ     أياديه     وطابَ     ثَنَاؤُهُ
  20
وإِنْ  لم  يكنْ   عقلٌ   تَبَيَّنَ   نَقْصُهُ   ***   وإنْ  كانَ   مِفضالاً   كثيرًا   عَطَاؤُهُ
  21
إذا  قلّ   مالُ   المرءِ   قلَّ   صديقُهُ   ***   ولم  يَحْلُ  في  قلبِ  الخليلِ   إخاؤُهُ
  22
إذا قلَّ  مالُ  المرءِ  لم  يَرْضَ  عقلَه   ***   بنوه   ولم   يَغْضَبْ    له    أولياؤُهُ
  23
وأصبحَ    مردودًا    عليه     كلامُه   ***   وإنْ   كان   مِنْطِيقًا   قليلا   خَطاؤُهُ
  24
إذا المرءُ لم يَغْسِلْ مِن اللؤمِ  عِرْضَهُ   ***   ولم  يُنْقِهِ   لم   يُغْنِ   عنه   بهاؤُهُ
  25
وإنْ  هو  لم  يطلبْ  صديقًا  لنفسِه   ***   فنادِ  به  في   الناسِ   هذا   جزاؤُهُ
  26
فكمْ صاحبٍ قدْ كان لي غيرَ منصفٍ   ***   إذا   جاءَه   فَضْلِي   أتاني   جفاؤُهُ
  27
سريعٌ    تولِّيه    بطيءٌ     رجوعُه   ***   كثيرٌ     تَجَنِّيهِ      قليلٌ      وفاؤُهُ
  28
إذا  ما  استوى  أمري   تعوّجَ   أمرُهُ   ***   وأعوجُّ    أحيانًا    فيبدو    استواؤُهُ
  29
يقول إذا ما  قلت  لا  قال  لي  بلى   ***   مخالفةً   في   كل   شيء    أشاؤُهُ
  30
أرى  الداءَ   يشفيه   الدواءُ   وإنني   ***   أرى الحمقَ داءً ليس  يُرْجى  شِفَاؤُهُ
  31
إذا ما تعنّى  المرءُ  في  أمرِ  حاجةٍ   ***   وأنجحَ   لم   يَثْقُلْ    عليه    عناؤُهُ

Monday, April 4, 2016

عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في الاستعداد للآخرة

عن عطاء قال : كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء ويتذاكرون الموت  والقيامة والآخرة ويبكون 

 :وقيل : كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل  
إنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك ونهارك بغَّض إليك كل فان ،
 وحبب إليك كل باق والسلام 

 :ومن شعره 

من كان حين تصيب الشمس جبهته * أوالغبار يخاف الشين والشعثـــا

ويألف الظل كي تبقى بشاشتــــــــه * فسوف يسكن يوما راغما جــدثا



في قعر مظلمة غبراء موحشـــــة * يطيل في قعرها تحت الثرى اللبثا 
تجهزي بجهاز تبلغين بـــــــــــــه * يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبـثا

 :قال سعيد بن أبي عروبة 
 كان عمر بن عبد العزيز إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله 

:ومما روي له 

ولا خير في عيش امرئ لم يكن له * من الله في دار القرار نصيب
فإن تعجب الدنيا أناسا فإنهــــــــــــا * متاع قليل ، والزوال قريـــب

 :ومما روي له 

أيقظان أنت اليوم ؟ أم أنت نائمُ ؟ * وكيف يُطيق النومَ حيرانُ هائمُ 
فلو كنت يقظان الغداة لخرقــــــتْ * مدامعَ عينيك الدموعُ السواجـمُ 
تسر بما يَبلى وتفرح بالمنــــــــى * كما اغتر باللذات في اليوم حالمُ 
نهارك يا مغرور سهو وغفـــلة * وليلك نوم والــــردى لك لازمُ 
وسعيك فيما سوف تكره غبـــــه * كذلك في الدنيا تعيش البهائــــــمُ

 :وعن وهيب بن الورد قال : كان عمر بن عبد العزيز يتمثل كثيرا بهذه 
يرى مستكينا وهو للهو ماقت * به عن حديث القوم ما هو شاغله 
وأزعجه علم عن الجهل كلـه * وما عالم شيئا كمن هو جاهلـــــه 
عبوس عن الجهال حين يراهم * فليس له منهم خدين يهـــــــازله
تذكر ما يبقى من العيش آجـلا * فأشغله عن عاجل العيش آجــله

المصدر: سير أعلام النبلاء - الذهبي ج 5 ص 138 ـ139

Saturday, March 12, 2016

أبيات ل النَّابغة الجعدي

خَلِيلَيَّ عُوْجَا ساعةً وتَهَجَّرا   ولُوما على ما أحدَثَ الدَّهرُ أو ذَرا
ولا تجزعا.. إنَّ الحياة ذميمةٌ   فخِفَّا لروعاتِ الحوادِثِ أو قِرا
وإن جاء أمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ   فلا تجزعَا مِمَّا قضى الله واصبِرا
ألم تَرَيا أنَّ المَلامة نفعها   قليلٌ إذا ما الشيء وَلَّى وأَدْبَرا
تهيجُ البكاء والنَّدامة ثمَّ لا   تُغيِّرُ شيئًا غيرما كان قُدِّرا 

Thursday, February 25, 2016

بؤس اللبيب

إذا سمعت بام محرومـــــا حوى***** عوداً فأثمر في يديه فصدق

واذا سمعـت بأن محــدوداً أتى***** مـــاءً ليشربه فغاض فحقق

لو كان بالحـيل الغنى لوجدتني***** بنجوم أقطـار السماء تعلقي

لكن من رزق الحجا حرم الغنى***** ضدان مفترقــان أي تفــــرق

وأحــق خلق اللـــه بالــهم امرؤ ***** ذو همة يـــبلى برزق ضيق

ومن الدليل على القضاء وحكمه***** بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق

وإن امرؤ رزق اليــــسار ولم يـــنل***** اجـرا ولا حـمدا لغير موفق

والجد يــدني كل امر شـــــــاسع *****والجد يفتح كل بـاب مغلق

الامام الشافعي رحمه الله

Tuesday, February 16, 2016

أبي الأسود الدؤليّ

وعدد من الرحمان فضلا ونعمة ... عليك إذا ماجاء للخير طالب
وأن أمرا لايرتجى الخير عنده ... يكن هيناً ثقلاً على من يصاحب
أرى دولاً هذا الزمان بأهله ... وبينهم فيه تكون النوائب
فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالباً ... فإنك لاتدري متى أنت راغب
وإن قلت في شيء نعم فأتمه ... فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل: لا، واسترح وأرح بها ... لكيلا يقول الناس: إنك كاذب
إذا كنت تبغي شيمة غير شيمة ... جبلت عليها لم تطعك الضرائب
تخلق أحيانا إذا ما أردتها ... وخلقك من دون التخلق غالب

Thursday, January 28, 2016

قصيدة للشاعر إسماعيل ابن المقرّي


إلى كم تمادٍ في غرور وغفلةِ

وكم هكذا نوم إلى غير يقظةِ
لقد ضاع عمر ساعة منهتشترى 
بملء السما والأرض أية ضيعةِ
أتنفق هذا في هوى هذه التي 
أبى الله أن تسوىجناح بعوضة
أترضى من العيش الرغيد تعيشه 
مع الملأ الأعلى ~ بعيش البهيمة
فيادرة بين المزابل ألقيت 
وجوهرة بيعت بأبخس قيمة
أفانٍ بباقٍ تشتريه سفاهة 
وسخطابرضوان ونارًا بجنّة
أأنت صديق أم عدوّ لنفسه 
فإنّك ترميها بكلّ مصيبة
ولوفعل الأعدا بنفسك بعض ما 
فعلت ‘لمسّتهم لها بعض رحمة
لقد بعتها هونا عليك رخيصة
وكانت بهذا منك غير حقيقة
فويلك استفقْ لا تفضحنْها بمشهدٍ 
من الخلق إن كنت ابنأمّ كريمة
فبين يديها موقف وصحيفة 
يُعدّ عليها كلّ مثقال ذرّة
كلفت بها دنياكثيرا غرورها 
تُقابلنا في نصحها بالخديعة
إذا أقبلت ولّتْ‘ وإن هي أحسنت
أساءت‘ وإن صافت أتت بالكدورة
ولو نلت منها مال قارون لم تنل 
سوى لقمة في فيكمنها وخرقة
فدعها وأهليها بقسم وخذ كذا
بنفسك عنها فهي كل الغنيمة
ولاتغتبط منها بفرحة ساعة 
تعود بأحزان عليك طويلة
فعيشك فيها ألف عام وينقضي
كعيشك فيها بعض يوم وليلة
عليك بما تجزى عليه من التقى 
فإنك في لهو عظيموغفلة
تصلّي بلا قلب صلاة بمثلها 
يصير الفتى مستوجبا للعقوبة
فويلك تدريمَن تناجيه معرضا
وبين يدي مَن تنحني غير مُخبتِ
تخاطبه " إياك نعبد" مقبلا
على غيره فيها لغير ضرورة
ولو ردّ من ناجاك للغير طرفه 
تميزت من غيظ عليهوغيرة
أما تستحي من مالك الملك أن يرى 
صدودك عنه ياقليل المروءة
صلاة أقيمتيعلم الله أنّها 
بفعلك هذا طاعة كالخطيئة
ذنوبك في الطّاعات وهْي كثيرة 
إذاعدّدت تكفيك عن كلّ زلّة
سبيلك أن تستغفر الله بعدها
وأن تتلافى الذنب منهابتوبة
فيا عاملا للنار جسمك لين 
فجربه تمرينا بحرّ الظّهيرة
وجرّبه في لسعالزّنابير تجتري 
على نهش حيّات هناك عظيمة
فإن كنت لا تقوى فويلك ما الذي 
دعاك إلى إسخاط رب البرية
تبارزه بالمنكرات عشية 
وتصبح في أثواب نسكوعفّة
فأنت عليه منك أجرى على الورى
بما فيك من جهل وخبث طويّة
تقول – معالعصيان – ربي غافر
صدقت ‘ ولكن غافر بالمشيئة
وربك رزاق كما هو غافر
فلمْلم تصدق فيهما بالسوية
فإنك ترجوا العفو من غير توبة
ولست ترجّي الرزق إلاّبحيلة
على أنّه بالرزق كفّل نفسه 
ولم يتكفّل للأنام بِجَنّة
فلم ترضى إلاّالسّعي فيما كُفيته 
وإهمال ما كلّفته من وظيفة
تسيء به ظنّا وتحسن تارة 

علىحسب ما يقضي الهوى في القضية

اللهم أصلح وقوفنا بين يديك

قال الشيخ أبو العباس السبتي ـ دفين مراكش ـ رحمه الله :ـ
وكم من مصل ما له من صلاته .. سوى رؤية المحراب والخفض والرفعِ
يرى شخصه فوق الحصيرة قائما .. وهمته في السوق في الأخذ والدفع
وقال الشيخ شرف الدين، اسماعيل بن المقري اليمني، رحمة الله عليه :ـ
تصلي بلا قلب، صلاة بمثلها .. يكون الفتى مستوجبا للعقوبةِ
فويحك تدري من تناجيه معرضا وبين يدي من تنحني غير مخبِتِ
تخاطبه « إياك نعبد » مقبلا .. على غيره، فيها، لغير ضرورةِ
ولو رد من ناجاك للغير طرفهُ .. تميّزت من غيض عليه وغيرةِ
أما تستحي من مالك الملك أن يرى .. صدودك عنه يا قليل المروءة
صلاة أقيمت يعلم الله أنها .. بفعلك فيها طاعة كالخطيئةِ
وأقبح منها أن تُذل بفعلها .. كمن قلد المذلول فعل صنيعةِ
وأن يعتريك العُجب أيضا بكونها .. على ما حوته من رياء وسمعةِ
ذنوبك في الطاعات وهي كثيرة .. إذا عددت تغنيك عن كل زلةِ
....
إلى كم تمادى في الغرور وغفلة .. وكم هكذا يوم، متى يوم يقظةِ
لقد ضاع عمر، ساعة منه تُـشترى .. بملىء السّما والأرض أيّة ضيعةِ
أتنفق هذا في هوى هذه التي .. يأبي الله أن تسوى جناح بعوضةِ
أيا ذُرة بين المزابل ألقيت .. وجوهرةً بيعت بأبخس قيمةِ
أباق بفان تشتريه سفاهة ؟ .. وسخطا برضوان، ونارا بجنةِ ؟
ء أنت صديق أم عدو لنفسه .. فإنك ترميها بكل مصيبةِ
ولو فعل الأعدا بنفسك بعض ما فعلت لمسّهم لها بعض رحمةِ
لقد بعتها حزني عليك رخيصةً .. وكانت بهذا منك غير حقيقةِ