RAMADAN

Monday, May 22, 2017

منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول للحافظ الحكمي (انتَقَلَ إلى رَحمةِ اللهِ بمكَّةَ وهو في مُقتَبَلِ شبابه حيثُ كان عمرُهُ آنذاكَ خمساً وثلاثينَ سنةٍ )

أَبدَأُ بِاسمِ اللهِ مُستَعينَا
وَالحَمدُ للهِ كَمَا هَدانا
أَحمَدُهُ سُبحانَهُ وَأَشكُرُهْ
وَأَستَعينُهُ عَلَى نَيلِ الرِّضَى
وَبَعدُ : إِنِّي بِاليَقينِ أَشهَدُ
بِالْحَقِّ مَألُوهٌ سِوَى الرَّحمَانِ
وَأَنَّ خَيرَ خَلقِهِ مُحَمَّدَاْ
رَسُولُهُ إِلَى جَميعِ الْخَلقِ
صَلَّى عَلَيهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَاْ
وَبَعدُ هَذَا النّظمُ فِي الأُصولِ
سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَن لا بُدَّ لِي
فَقُلتُ مَعْ عَجزِيْ وَمَعْ إِشْفاقِي


رَاضٍ بِهِ مُدَبِّراً مُعِيناَ
إِلَى سَبيلِ الحَقِّ وَاْجتَبانا
وَمِن مَسَاوِي عَمَلِي أَستَغفِرُهْ
وَأَستَمِدُّ لُطفَهُ فِيمَا قَضَى
شَهادَةَ الإِخلاصِ أَنْ لا يُعبَدُ
مَنْ جَلَّ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ
مَن جَاءَنَا بِالبَيِّناتِ وَالهُدَى
بِالنُّورِ والهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
وَالآلِ وَالصَّحبِ دَوَاماً سَرْمَدَاْ
لِمَنْ أَرادَ مَنهَجَ الرَّسُولِ
مِنَ اِمتِثالِ سُؤلِهِ الْمُمتَثَلِ
مُعتَمِداً عَلَى القَديرِ البَاقِي



من سلم الوصول

مُقَدِّمَةٌ تُعَرِّفُ العَبدَ : بِما خُلِقَ لَهُ ، وَبِأَوَّلِ ما فَرَضَ اللهُ تَعَالَى
وَبِمَا أَخَذَ اللهُ عَلَيهِ بِهِ الْمِيثاقَ فِي ظَهرِ آدَم عَلَيهِ السَّلامُ وَبِما هُو صَائِرٌ إِلَيهِ
اعلَم بِأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا
بَلْ خَلَقَ الخَلْقَ لِيَعبِدُوهُ
أَخرَجَ فِيمَا قَد مَضَى مِن ظَهرِ
وَأَخَذَ العَهدَ عَلَيهُمْ أَنَّهُ
وَبَعدَ هَذا رُسلَهُ قَد أرسَلا
لِكَي بِذَا العَهدِ يُذَكِّرُوهُم
كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ
فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ
وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ
وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا
فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ


لَم يَترُكِ الْخَلقَ سُدَىً وَهَمَلا
وَبِالإِلهِيَّةِ يُفرِدُوهُ
آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ
لا رَبَّ مَعبودٌ بِحَقٍّ غَيرَهُ
لَهُم وَبِالحَقِّ الكِتابَ أَنزَلا
وَيُنذِرُوهُم وَيُبَشِّرُوهُم
للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ
فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ
وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ
وَلازَمَ الإِعراضَ عَنهُ وَالإِبَا
مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارِينِ

من سلم الوصول

فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إِلَى نَوعَينِ
وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ ، وهُوَ تَوحيدُ الْمَعرِفَةِ وَالإِثْباتِ
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد
إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أعْظَمُ
إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ
وَأنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ
بَاري الْبَرَايَا مُنْشِىءُ الْخَلائِقِ
الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ
الأحَدُ الفَرْدُ الْقَدِيرُ الأزَليّ
عُلُوَّ قَهرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ
كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقِيَّهْ
وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ
وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ
فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ
حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ
لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ
باقٍ فَلاَ يَفْنَي وَلاَ يَبِيدُ
مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ
فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ
فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ
لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا
وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ
وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ
وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي
وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ
وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ
كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْليِمَا
كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ
لَوْ صَارَ أَقلاَماً جَميعُ الشَّجَرِ
وَالْخَلْقُ تَكتُبْهُ بِكُلِّ آنِ
وَالْقَوْلُ في كِتَابِهِ المُفَصَّلْ
عَلَى الرَسُولِ المُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى
يُحْفَظُ بِالقَلْبِ وَبِاللَّسَانِ
كَذَا بِالأَبْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ
وَكُلُّ ذِي مَخلُوقَة حَقِيقَهْ
جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمنِ
فَالصوْتُ والأَلْحَانُ صَوتُ الْقَارِي
مَا قَاَلهُ لاَ يَقبَلُ التَّبْدِيلاَ
وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَن خَيْرِ المَلاَ
في ثُلُثِ اللِّيْلِ الأخِيرِ يَنْزِلُ
هَلْ مَنْ مُسِيءٍ طالِبٍ للْمَغْفِرَهْ
يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ
وَأنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْل
وأنَّهُ يَرَى بِلاَ إنْكَارِ
كلٌّ يَرَاهُ رُؤيَةَ العِيَانِ
وَفي حَديثِ سَيِّدِ الأنَامِ
رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتَرُونَهَا
وَخُصَّ بالرُّؤيَةِ أوْلِياؤُهُ
وَكلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ
أوْ صَحَّ فيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ
نمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أتَتْ
مِنْ غَيْرِ تَحْرِيف وَلاَ تَعْطِيلِ
بَلْ قَوْلُنَا قَوْل أئمةِ الهدَى
وَسَمِّ ذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوحِيد
قَدْ أفْصَحَ الوَحيُ المُبين عَنْهُ
لاَ تَتَّبِعْ أقوَالَ كلِّ مَارِدِ
فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَان


مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
وَهُوَ نَوْعَانِ أيَا مَن يَفْهَمُ
أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
الْخَالِقُ الْبَارِىءُ وَالْمُصَوِّرُ
مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثالٍ سَابِقِ
والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ العَلِيّ
جَلَّ عَنِ الأضْدَادِ وَالأعْوَانِ
عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيهْ
وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا ُيرِيدُ
وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
وَمن يَشَأْ أضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
يَسْتَوْجبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا
في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَأنُهُ
وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمَا
وَالحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
وَالبَحْرُ تُلقَى فِيهِ سَبْعُ أبْحُرِ
فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنهُ فَانِ
بِأنَّهُ كَلامُهُ الْمُنَزَّلْ
لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ولا بِمُفْتَرَى
يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بالآذَانِ
وَبِالأيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
دُونَ كَلامِ بَارِيءِ الْخَلِيقَةْ
عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدثَانِ
لكنَّمَا الْمَتلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
كَلاَّ وَلاَ أصْدَقُ مِنهُ قِيلا
بِأنَّهُ ّعزَّ وَجَلَّ وَعَلا
يَقُولُ هَلْ مِن تَائِب فَيُقبِِلُ
يَجِدْ كَرِيماً قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ
وَيَسْتُرُ العَيْبَ ويُعْطِي السَّائِلْ
كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضاءِ الْعَدْلِ
في جَنَّةِ الفِرْدَوْسٍ بِالأبصَارِ
كَمَا أتَى في مُحْكَمِ القُرآنِ
مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍّ وَلا إِبْهَامِ
كَالشَّمْسِ صَحْواً لاَ سَحَابَ دُونَهَا
فَضِيلَةَ وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ
أثْبَتَهَا في مُحْكَمِ الآيَاتِ
فَحَقُّهُ التَّسلِيمُ وَالقَبُولُ
مَعَ اعْتِقَادِنَا لمَا لَهُ اقْتَضَتْ
وغَيْرِ َتكْيِيف وَلاَ تَمْثيلِ
طُوبَى لِمَنْ بهَدْيِهِِمْ قَد اهْتدَى
تَوْحِيدَ إثْبَاتٍ بِلا تَرْدِيدِ
فَاْلتَمِسِ الْهُدَى الْمُنِيَر منهُ
غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِق مُعانِدِ
مِثْقَالُ ذَرَّة مِنَ الإيمَان

من سلم الوصول

فَصلٌ فِي بيانِ النَّوعِ الثَّانِي
وَهُوَ تَوحيدُ الطَّلَبِ وَالقَصدِ ، وَهُو مَعنَى (لا إلَهَ إلاَّ الله)
هذا وَثَانِي نَوعَي التوْحِيدِ
أنْ تَعْبُدَ الله إلهاً وَاحِدَا
وَهوَ الَّذي به الإله أرْسَلا
وأنْزَلَ الْكِتَابَ والتِّبْيَانَاً لَهُ
وكَلفَ الله الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى
حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصا
وَهَكَذَا أمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا
وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَهْ
مَن قَالَهَا مُعْتَقِداً مَعْنَاها
في القَوْلِ والفِعْلِ ومَاتَ مُؤمِناً
فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ
أن لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلهٌ يُعْبَدُ
بِالْخَلقِ وَالرِّزْقِ وَبالتَّدْبِيرِ
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ
فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا
الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ
وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَص وَالْمَحَبَّة


إفْرادُ رَبِّ الْعرْشِ عنْ نَديدِ
مُعْتَرِفاً بِحَقِّهِ لاَ جَاحِدَا
رُسْلَهُ يَدْعُونَ إلَيْهِ أولا
مِن أجْلِهِ وَفَرَقَ الْفُرْقَانَا
قِتَالَ مَن عَنْهُ تَوَلَّى وَأبَى
سِرّاً وَجَهْرَاً دِقَّةُ وَجِلَّهُ
بذَا وَفي نصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا
فَهِيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَهْ
وَكَانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا
يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشرِ نَاجٍ آمِنَا
دَلتْ يَقِينا وَهَدَتْ إِلَيْهِ
إلاَّ الإلهُ الوَاحِدُ المُنْفَرِدُ
جَلَّ عَنِ الشَّريِكِ وَالنَّظِيرِ
وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ
بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا
وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ
وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه

من سلم الوصول

فَصلٌ فِي العِبادَةِ ، وذِكرِ بَعضِ أَنواعِها
وَأَنَّ مَن صَرَفَ مِنها شَيْئاً لِغَيْرِ اللهِ فَقَد أَشرَكَ
ثُمَّ الْعِبَادَةُ هيَ اسْمٌ جَامِعُ
وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُعَاءُ
وَرَغْبَة وَرَهْبَةٌ خشوعُ
وَالاسْتِعَاذَةُ ولاسْتِعَانَهْ
وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ
وَصَرْفُ بَعْضِهَا لغَيْرِ اللهِ


لِكُلِّ مَا يَرضَى الإلهُ السَّامِع
خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ
وَخَشيَةٌ إنَابَة خضُوعُ
كَذَا اسْتِغَاثةٌ بهِ سُبْحَانَهْ
فَافْهَمْ هُدِيْتَ أوْضَحَ الْمَسَالِكْ
شِرْكٌ وَذَاكَ أقْبَحُ الْمَنَاهِي

من منظومة سلم الوصول

فَصْلٌ فِي بَيانِ ضِدِّ التَّوحيدِ ؛ وهُوَ الشَّركُ
وأَنَّهُ يَنقَسِمُ إِلَى قِسمَيْنِ : أَصْغَرٌ وَأَكْبَرٌ ، وَبَيانُ كُلٍّ مِنهُما
وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ : فَشِرْكٌ أَكْبَرُ
وَهُوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللهِ
يَقْصُدُهُ عِنْدَ نَزَولِ الضُّرِّ
أوْ عِنْدَ أيِّ غَرَضٍ لاَ يَقدِرُ
مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدَعُوِّ
في الْغَيْبِ سُلْطَاناً بهِ يَطَّلعُ
وَالثَّانِ شِركٌ أصْغَرُ وَهْوَ الرِّيَا
وَمِنهُ إقسَامٌ بِغَيْرِ البَاري


بهِ خُلودُ النَّارِ إذْ لاَ يُغْفَرُ
نِدّاً بهِ مُسَوِّياً مُضَاهِي
لِجَلْبِ خَيْرٍ أوْ لِدَفْعِ الشرِّ
عَلَيْهِ إلاَّ الْمَالِكُ الْمُقتَدِرُ
أوِ المُعَظَّمِ أوِ المرْجُوِّ
عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إلَيْهِ يَفْزَعُ
فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الأنْبِيَا
كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأخْبَارِ

من منظومة سلم الوصول

فَصلٌ فِي بَيانِ أُمورٍ يَفعَلُها العَامَّةُ ؛ مِنْها ما هُوَ شِركٌ وَمِنهَا ما هُوَ قَريبٌ مِنْهُ .
وَبَيانِ حُكمِ الرُّقَى وَالتَّمائِمِ
وَمَنْ يَثِقْ بوَدْعَةٍ أوْ نَابِ
أوْ خيْط أوْ عُضْوٍ منَ النُّسُورِ
لأيِّ أمْرٍ كائِنٍ تَعَلّقَهْ
ثُم الرُّقَى منْ حُمَةٍ أوْ عَيْنٍ
فَذَاكَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ وشِرْعَتِهِ
أمَّا الرُّقَى الْمَجْهُولَةُ الْمَعانِي
وَفِيهِ قَدْ جَاءَ الْحَدِيثُ أنَّهُ
إذْ كُلُّ مَنْ يَقولُهُ لا يَدْرِي
أوْ هُو مِنْ سحْرِ الْيَهُودِ مُقْتَبَسْ
فَحذراً ثمَّ حَذَارِ مِنْهُ
وفي التَّمَائِمِ الْمُعَلَّقَاتِ
فَالاخْتِلاَفُ وَاقِعٌ بَيْنَ السَّلَفْ
وإنْ تَكُنْ مِمَّا سوَى الوَحْيَيْنِ
بَلْ إنَّهَا قَسيْمَةُ الأزْلاَمِ


أوْ حَلْقَةٍ أوْ أعْيُنِ الذِّئَابِ
أوْ وَتَرٍ أو ترْبَةِ القُبُورِ
وَكَلَهُ الله إلى ما عَلَّقَهْ
فَإنْ تكُنْ مِنْ خَالِصِ الوَحْيَيْنِ
وَذَاكَ لاَ اخْتِلافَ في سُنِّيَتِهِ
فَذَاكَ وِسْوَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانِ
شِرْكٌ بِلا مِرْيَةٍ فَاحْذَرْنَّهْ
لَعَلهُ يَكُونُ مَحْضَ الكُفْرِ
عَلَى العَوامِ لبَّسُوهُ فَالْتَبَسْ
لا تَعْرِف الْحَقَّ وَتَنْأى عَنْهُ
إن تَكُ آياتٍ مُبَيِّناتِ
فَبَعْضُهُمْ أجَازَها والْبَعْضُ كَفْ
فإنَّهَا شِرْكٌ بِغَيْرِ مَيْنِ
في الْبُعدِ عَن سِيمَا أُولي الإِسْلاَمِ