RAMADAN

Monday, May 22, 2017

من سلم الوصول

فَصْلٌ فِي كَونِ التَّوحِيدِ يَنقَسِمُ إِلَى نَوعَينِ
وَبَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ ، وهُوَ تَوحيدُ الْمَعرِفَةِ وَالإِثْباتِ
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد
إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أعْظَمُ
إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ
وَأنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ
بَاري الْبَرَايَا مُنْشِىءُ الْخَلائِقِ
الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ
الأحَدُ الفَرْدُ الْقَدِيرُ الأزَليّ
عُلُوَّ قَهرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ
كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقِيَّهْ
وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ
وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ
فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ
حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ
لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ
باقٍ فَلاَ يَفْنَي وَلاَ يَبِيدُ
مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ
فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ
فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ
لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا
وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ
وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ
وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي
وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ
وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ
كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْليِمَا
كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ
لَوْ صَارَ أَقلاَماً جَميعُ الشَّجَرِ
وَالْخَلْقُ تَكتُبْهُ بِكُلِّ آنِ
وَالْقَوْلُ في كِتَابِهِ المُفَصَّلْ
عَلَى الرَسُولِ المُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى
يُحْفَظُ بِالقَلْبِ وَبِاللَّسَانِ
كَذَا بِالأَبْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ
وَكُلُّ ذِي مَخلُوقَة حَقِيقَهْ
جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمنِ
فَالصوْتُ والأَلْحَانُ صَوتُ الْقَارِي
مَا قَاَلهُ لاَ يَقبَلُ التَّبْدِيلاَ
وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَن خَيْرِ المَلاَ
في ثُلُثِ اللِّيْلِ الأخِيرِ يَنْزِلُ
هَلْ مَنْ مُسِيءٍ طالِبٍ للْمَغْفِرَهْ
يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ
وَأنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْل
وأنَّهُ يَرَى بِلاَ إنْكَارِ
كلٌّ يَرَاهُ رُؤيَةَ العِيَانِ
وَفي حَديثِ سَيِّدِ الأنَامِ
رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتَرُونَهَا
وَخُصَّ بالرُّؤيَةِ أوْلِياؤُهُ
وَكلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ
أوْ صَحَّ فيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ
نمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أتَتْ
مِنْ غَيْرِ تَحْرِيف وَلاَ تَعْطِيلِ
بَلْ قَوْلُنَا قَوْل أئمةِ الهدَى
وَسَمِّ ذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوحِيد
قَدْ أفْصَحَ الوَحيُ المُبين عَنْهُ
لاَ تَتَّبِعْ أقوَالَ كلِّ مَارِدِ
فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَان


مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ
وَهُوَ نَوْعَانِ أيَا مَن يَفْهَمُ
أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى
الْخَالِقُ الْبَارِىءُ وَالْمُصَوِّرُ
مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثالٍ سَابِقِ
والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ العَلِيّ
جَلَّ عَنِ الأضْدَادِ وَالأعْوَانِ
عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيهْ
وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا ُيرِيدُ
وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
وَمن يَشَأْ أضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
يَسْتَوْجبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا
في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَأنُهُ
وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمَا
وَالحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ
وَالبَحْرُ تُلقَى فِيهِ سَبْعُ أبْحُرِ
فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنهُ فَانِ
بِأنَّهُ كَلامُهُ الْمُنَزَّلْ
لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ولا بِمُفْتَرَى
يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بالآذَانِ
وَبِالأيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ
دُونَ كَلامِ بَارِيءِ الْخَلِيقَةْ
عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدثَانِ
لكنَّمَا الْمَتلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي
كَلاَّ وَلاَ أصْدَقُ مِنهُ قِيلا
بِأنَّهُ ّعزَّ وَجَلَّ وَعَلا
يَقُولُ هَلْ مِن تَائِب فَيُقبِِلُ
يَجِدْ كَرِيماً قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ
وَيَسْتُرُ العَيْبَ ويُعْطِي السَّائِلْ
كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضاءِ الْعَدْلِ
في جَنَّةِ الفِرْدَوْسٍ بِالأبصَارِ
كَمَا أتَى في مُحْكَمِ القُرآنِ
مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍّ وَلا إِبْهَامِ
كَالشَّمْسِ صَحْواً لاَ سَحَابَ دُونَهَا
فَضِيلَةَ وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ
أثْبَتَهَا في مُحْكَمِ الآيَاتِ
فَحَقُّهُ التَّسلِيمُ وَالقَبُولُ
مَعَ اعْتِقَادِنَا لمَا لَهُ اقْتَضَتْ
وغَيْرِ َتكْيِيف وَلاَ تَمْثيلِ
طُوبَى لِمَنْ بهَدْيِهِِمْ قَد اهْتدَى
تَوْحِيدَ إثْبَاتٍ بِلا تَرْدِيدِ
فَاْلتَمِسِ الْهُدَى الْمُنِيَر منهُ
غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِق مُعانِدِ
مِثْقَالُ ذَرَّة مِنَ الإيمَان

No comments: