RAMADAN

Monday, May 22, 2017

من سلم الوصول

فَصْلٌ
يَجمَعُ مَعْنَى حَديثِ جِبْريلَ الْمَشهُورِ فِي تَعلِيمِنَا الدِّينَ
وَأَنَّهُ يَنقَسِمُ إِلَى ثَلاثِ مَراتِبٍ : الإِسْلامُ وَالإِيمانُ وَالإِحسانُ ، وَبَيَانُ أَركانِ كُلٍّ مِنْهَا
إعْلَمْ بِأَنَّ الدينَ قوْلٌ وعَمَلْ
كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرَّسُولُ
عَلَى مَرَاتِبٍ ثَلاَثٍ فَصَّلَهْ
الإسْلاَمُ والإيمَانُ والإحْسَانِ
فَقَدْ أتَى:الإسْلاَمُ مَبْنِيٌّ
أوَّلُهَا الرُّكْنُ الأسَاسُ الأعْظَمُ
رُكن الشَّهَادَتَيْنِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ
وثَانِياً إقَامَةُ الصَّلاَةِ
وَالرَّابِعُ الصِّيَامُ فَاسْمَعْ وَاتَّبعْ
فَتِلْكَ خَمْسَةٌ. وللإيمَانِ
إيمَانُنَا بِالله ذِي الْجَلاَل
وَبالْمَلائِكةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَة
ورُسْلِهِ الهُدَاةِ لِلأَنَامِ
أوَّلُهُمْ نُوحٌ بِلا شِكٍّ كَما
وَخَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُوُلُو الْعَزْمِ الأُلَى
وَبالْمَعَادِ أيْقَنَ بلاَ تَرَدُّدِ
لكِنَّنَا نُؤْمِنْ مِنْ غَيْرِ امْتِرَا
مِنْ ذِكْرِ آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَهَا
وَيَدْخُلُ الإيمَانُ باِلْمَوْتِ وَمَا
وَأَنَّ كُلاٍّ مُقْعَدٌ مَسْؤُولُ:
َعِنْدَ ذَا يُثَبِّتُ الْمُهَيْمِنُ
وَيُوقِنُ الْمُرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكَ
وَبِاللِّقَا والْبَعْثُ والنُّشُورِ
غُرْلاً حُفَاةً كَجَرادٍ مُنْتَشِرْ
وَيُجْمَعُ الْخَلْقُ لِيَوْمِ الْفَصْلِ
في مَوْقِف يَجِلُّ فِيهِ الْخَطْبُ
وأُحْضِرُوا للْعَرْضِ والْحِسَابِ
وارْتَكَمَتْ سَجَائِبُ الأهْوَالِ
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْقَيُّومِ
وَسَاوَتْ الْمُلُوكِ لِلأَجْنَادِ
وَشَهِدَت الأَعْضَاءُ وَالْجَوَارِحُ
وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائرْ
ونُشِرَتْ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ
طُوْبَى لِمَنْ يَأْخُذُ بِالْيمِينِ
وَالْوَيْلُ لِلآخِذِ بالشِّمَالِ
وَالْوَزْنُ بِالقِسْطِ فَلاَ ظُلْمَ وَلا
فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِح مِيْزَانُهُ
وَيَنْصِبُ الْجِسْرُ بِلاَ امْتِرَاءِ
يَجُوزُهُ النَّاسُ عَلَى أحْوَالِ
فَبَيْنَ مُجْتَازٍ إلى الجِنَانِ
والنَّارُ والْجَنَّةُ حَقٌ وَهُمَا
وَحَوْضُ خَيْرِ الْخَلْقِ حَقٌّ وبِهِ
كَذَا لَه لِوَاءُ حَمْد يُنْشَرُ
كَذَا لَهُ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى كَمَا
مِنْ بَعْد إذن الله لا كَمَا يَرَى
يَشْفَعُ أوَّلاً إلى الرَّحْمَنِ في
مِن بَعْدِ أنْ يِطْلُبهَا النَّاسُ إلى
وثَانِياً يَشْفَعُ في اسْتِفْتَاحِ
هذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتان
وثَالِثاً يَشْفَعُ في أقْوَامٍ
وأوْبَقَتْهُمْ كَثْرَةُ الآثَامِ
أنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا إلى الْجِنَانِ
وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ كُلُّ مُرْسَل
وَيُخْرِجُ الله مِنَ النِّيْرَانِ
في نَهْرِ الْحَيَاةِ يُطْرَحُونَا
كَأنَّمَا يَنْبُتُ في هَيْئَاتِهِ
والسَّادِسُ الإيمَانُ بِالأقْدَارِ
فَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ
لا نَوْءَ لا عَدْوَى ولا طِيَرَ وَلا
لاَ غَوْلَ لاَ هَامَةَ لاَ ولاصَفَرْ
وثَالِثٌ مَرْتَبَةُ الإحْسَانِ
وَهُوَ رُسُوخُ الْقَلْبِ في الْعِرْفَانِ


فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ
إذْ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ جِبْرِيلُ
جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِه مُشتَمِلَهْ
ولْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أرْكَانِ
عَلَى خَمْسٍ، فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلا
وَهُوَ الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ الأقوَمُ
بالْعُرْوة الْوُثْقَى الَّتي لا تَنْفَصِمْ
وَثَالِثاً تَأْدِيَةُ الزَّكَاةِ
وَالْخَامِسُ الحَجُّ عَلَى مَنْ يَسْتَطعْ
سِتَّةُ أرْكَانٍ بِلاَ نُكْرَانِ
وَمَا لَهُ مِنْ صِفَةِ الْكَمَال
وَكُتْبهِ الْمُنْزَلَةِ الْمُطَهَّرَهْ
مِن غَيْرِ تَفْرِيقٍ ولا إيهَامِ
أنَّ مُحَمَّداً لَهُمْ قَدْ خَتَمَا
في سُورَةِ الأحْزَاب والشُّورَى تَلا
ولا ادَّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ الْمَوْعِدِ
بِكُلِّ مَا قَدْ صَحَّ عَنْ خَيْرِ الْوَرَى
وَهِي عَلامَاتٌ وَأشْرَاطٌ لَها
مِنْ بَعْدِهِ عَلَى الْعِبَادِ حُتِمَا
مَا الرَّبُّ مَا الدِّينُ وَمَا الرَّسُولُ؟
بِثَابِتِ الْقَولِ الَّذينَ آمَنُوا
بِأنَّ مَا مَوْرِدُهُ الْمَهَالِك
وَبِقِيَامِنَا مِنَ القُبُورِ
يَقُولُ ذُو الكُفْرَانِ: ذَا يَوْمٌ عَسِرْ
جَمِيعُهُمْ عُلْوِيُّهُمْ والسُّفْلِي
وَيَعْظُمُ الْهَوْلُ بِهِ والْكَرْبُ
وَانْقَطَعَتْ عَلائِقُ الأَنْسَابِ
وانْعَجَمَ الْبَلِيغُ في الْمَقَالِ
وَاقْتَصَّ مِنْ ذِي الظُّلْمِ لِلْمَظْلُومِ
وَجِيءَ بِالكِتَابِ والأَشْهَادِ
وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ والْفَضَائِحُ
وانكَشَفَ الْمَخْفِيُّ في الضَّمَائِرْ
تُؤْخَذُ باليَمِينِ والشِّمَالِ
كِتَابَهُ بشرَى بِحُورٍ عِينِ
وَرَاءَ ظهْرٍ لِلْجَحِيمِ صَالِي
يُؤْخَذُ عَبْدٌ بِسِوَى مَا عَمِلاَ
وَمُقْرِفٍ أوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ
كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأنْبَاءِ
بِقَدْرِ كَسْبِهِمْ مِنْ الأعْمَالِ
وَمُسْرِفٍ يُكَبُّ في النيرَانِ
مَوْجُودَتَانِ لا فَنَاء لَهُمَا
يَشْرَبُ في الأُخْرَى جَمِيعُ حِزْبه
وَتَحْتَهُ الرُّسْلُ جَمِيعَاً تُحْشَرُ
قَدْ خصَّهُ الله بِهَا تَكَرُّمَا
كُلُّ قُبُوريٍّ عَلَى الله افْتَرَى
فَصْل القَضَاءِ بَيْنَ أهْل الْمَوْقِفِ
كُلِّ أُولِي العَزْمِ الهُدَاةِ الفُضَلا
دَارِ النَّعِيمِ لأُوليِ الْفَلاحِ
قَدْ خَصَّتَا بِهِ بِلا نُكرَان
مَاتُوا عَلَى دينِ الهُدَى الإسْلامِ
فَأُدْخِلُوا النَّارَ بِذَا الإجْرَامِ
بِفَضلِ رَبِّ العَرْضِ ذِي الإحْسَانِ
وَكُلُّ عَبْد ذِي صَلاحٍ وَوَلي
جَمِيعَ مَنْ مَاتَ عَلَى الإيمَانِ
فَحْمَاً فَيَحْيَوْنَ وَيَنْبِتُونَا
حَبُّ حَمِيلِ السِّيْلِ في حَافَاتِهِ
فَأيْقِنَنْ بِهَا ولا تُمَارِ
والكُلُّ في أُمِّ الكِتَابِ مُسْتَطَرْ
عَمَّا قَضَى الله تَعَالى حِوَلاَ
كَمَا بذَا أخْبَرَ سَيِّدُ الْبَشَرْ
وَتِلكَ أعْلاَهَا لَدَى الرَّحْمَنِ
حَتَّى يَكُونَ الْغَيْبُ كَالْعَيْنَان

No comments: